بوتين: «نؤمن بكم وبنصرنا»
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة بمناسبة ليلة رأس السنة إن بلاده «تؤمن بأنها ستنتصر» في الحرب على اوكرانيا، مؤكداً دعوته للمواطنين إلى «مؤازرة أبطالنا» المتحاربين منذ اندلاع الهجوم على الدولة المجاورة قبل نحو أربع سنوات. جاءت التصريحات في ذكرى مرور ستة وعشرين عاماً بالتمام والكمال على توليه منصب الرئاسة لأول مرة.
وأشار بوتين إلى أهمية دعم القوات الروسية التي تقاتل في ساحة ريفية قاسية منذ فبراير/شباط 2022، مع أن مسار الصراع لا يزال بعيداً عن الحسم وسط محادثات سلام متقطعة ومعارك مستمرة على الخطوط الأمامية.
جاءت كلمة بوتين بعد ستة وعشرين عاماً على استقالة بوريس يلتسين المفاجئة أثناء كلمته في ليلة رأس السنة، والتي كانت بمثابة تسليم السلطة لبوتين، الضابط السابق في الاستخبارات الذي خدم لشهور كرئيس للوزراء قبل أن يتولى الرئاسة. ومنذ ذلك الحين أعاد بوتين تشكيل الدولة على صورته، وأشار بإيجابية متكررة إلى حكم القائد السوفيتي جوزيف ستالين، ساعياً إلى طمس ما وصفه بعقود الإذلال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
تتبعت سياسته الداخلية والخارجية سجلاً عنيفاً شمل تدمير الجمهوريات الانفصالية في الشيشان، وغزو جورجيا، ودعم نظام بشار الأسد في سوريا بقصف عنيف طال مناطق المعارضة وساهم في سقوط مدن قبل أعوام. ثمة مخاوف في أوروبا من أن يؤدي استمرار الحرب في أوكرانيا إلى امتداد تداعياتها عبر الحدود إذا لم تنته سريعاً.
روسيا تنشر فيديو وتتهم كييف
في وقت سابق نشرت وزارة الدفاع الروسية شريطاً قالت إنه يُظهر طائرة من دون طيار ساقطة، زعمت أنها شاركت في محاولة هجوم على أحد مقرّات إقامة بوتين في منطقة نوفغورود بشمال غرب روسيا هذا الأسبوع. ونفت كييف حدوث أي هجوم ووصفت المزاعم بأنها ملفقة في عملية «علم كاذب» لتبرير مزيد من العدوان، بينما اعتبرت موسكو الحادث «عملاً إرهابياً» وهددت بتشديد موقفها في مفاوضات السلام الأميركية الرعاية.
قالت السلطات الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت 91 طائرة مسيرة وأن الحادث لم يسفر عن إصابات ولم يصب مقر الإقامة بأذى. أظهر الفيديو — الذي صُوّر ليلاً في الظلام — طائرة مسيرة تالفة ملقاة في الثلج داخل منطقة غابية، كما نشر الدفاع فيديوً لمدّعٍ أنه شاهد محلي من قرية روششينو.
أثارت رواية روسيا ردود فعل مخاوف من الإمارات والهند وباكستان، ما دفع كييف إلى انتقاد تلك الدول لتدخلها في حادث تقول إنه لم يقع. أما حلفاء أوكرانيا الغربيون فأبْدوا تشككاً أوسع في الرواية الروسية.
اتهمت كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، موسكو بمحاولة «إحباط» محادثات السلام بمزاعم لا أساس لها، وكتبت على منصة X أن «ادعاءات روسيا بأن أوكرانيا استهدفت مؤخراً مواقع حكومية أساسية داخل روسيا تشكل تشتتاً متعمداً. تسعى موسكو لعقد تقدم حقيقي نحو السلام بين كييف وشركائها الغربيين».
ضحايا بين المدنيين في أوديسا
إلى ذلك، أعلنت سلطات أوكرانيا إصابة ستة أشخاص في هجمات بطائرات مسيرة روسية استهدفت مبانٍ سكنية وشبكة الطاقة في مدينة أوديسا جنوبي البلاد خلال الساعات الليلية. من بين المصابين طفل رضيع وطفلان آخران، كما تضررت أربعة مبان سكنية بحسب أوليه كيبر، رئيس إدارة المنطقة العسكرية.
أفادت شركة الطاقة DTEK بأن منشأتين تابعتين لها تعرّضتا لأضرار كبيرة، وقالت في بيان إن «إعادة المعدات إلى حالة تشغيلية ستستغرق وقتاً». جاءت الهجمات فيما أعلن رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف أن القوات الروسية تكثف هجومها في مناطق سومي وخركيف في شمال شرق أوكرانيا، ساعية لتوسيع ما تسميه «منطقة عازلة» بالقرب من الحدود الروسية خلال عام 2026، بحسب وسائل الإعلام الروسية. وأفاد غيراسيموف بأن بوتين أصدر أمراً بتوسيع هذه المنطقة العام المقبل.
يصف الكرملين هذه «المنطقة العازلة» بأنها وسيلة لابعاد القوات الأوكرانية عن حدود روسيا، بينما ترفض كييف الفكرة وتعتبرها ذريعة لتبرير توسعات أعمق في الأراضي الأوكرانية.