حذّر القائد العام للقوات المسلحة اوكرانيا من تصاعد التحركات الروسية حول بلدة بوكروفسك الحرجة على خط الجبهة، معتبراً أن “الوضع صعب”.
أقرّ الجنرال أولكسندر سيرسكي بتكدّس قوات المشاة الروسية في المنطقة، وقال إنه زار خط الجبهة بنفسه لإجراء محادثات مع قادة الميدان الأساسيين.
وأضاف أن الأخبار التي تحدثت عن “حصار” القوات الأوكرانية هناك على أيدي القوات الروسية لا تعدو كونها دعاية غير صحيحة.
تتزايد التقارير عن تقدم روسي حول هذه البلدة الاستراتيجية في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا؛ فبوكروفسك تشكّل محور نقل وإمداد مهم، وقد يفتح استيلاء موسكو عليها الطريق أمام محاولات السيطرة على بقية الإقليم.
في بيان عبر تيليغرام، قال الجنرال سيرسكي: “في بوكروفسك، تتكدّس مشاة العدو في الأحياء الحضرية وتتبدّل مواقعها متجنّبة المواجهة؛ لذلك الهدف الأساسي هو تحديد مواقعهم وتدميرهم.”
وأضاف: “الوضع صعب، لكن مزاعم الدعاية الروسية حول ما يُسمّى ‘حصار’ قوات الدفاع الأوكرانية في بوكروفسك، وكذلك في كوبيانسك، غير صحيحة.”
وأشار إلى أن القادة مضطرّون للحفاظ على “توازن معقول بين الأهداف والقدرات”.
وقال أيضاً: “الأولوية الرئيسية هي حفظ حياة جنودنا.”
تحاول القوات الروسية السيطرة على بوكروفسك منذ أكثر من عام؛ وفرض سيطرتها عليها قد يمهّد لها طريق التقدّم نحو أكبر مدينتين لا تزالان تحت سيطرة أوكرانيا في الإقليم، كراماتورسك وسلويانسك.
أطلقت موسكو اجتياحها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
في وقت سابق هذا الأسبوع، ادعى رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، أن القوات الأوكرانية في بوكروفسك قد حُوطت.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوكروفسك “الهدف الرئيسي” لروسيا، مؤكّداً أن القوات الروسية هناك تفوق القوات الأوكرانية بنسبة ثمانية إلى واحد.
وأضاف للصحفيين أن موسكو تسعى إلى اقتناص البلدة لإقناع الولايات المتحدة بأن أوكرانيا في حالة تراجع: “ليس لديهم نتيجة يمكنهم ‘بيعها’ للأميركيين. نفهم لماذا يحتاجون بوكروفسك؛ هم يريدونها فقط ليعلنوا أن أوكرانيا تنسحب من الشرق وتُسلّم كل ما يريدونه.”
وفي أحدث تقييم لها، قالت شركة الاستخبارات الدفاعية Sybelline إن معركة بوكروفسك “دخلت مرحلة دينامية ومكثفة للغاية، فيما تكثّف القوات الروسية جهودها للتسلّل إلى المدينة وحيْطنة المدافعين الأوكران.”
وقالت مجموعة المراقبة الأوكرانية Deepstate إن القوات الروسية “تلتهم” بوكروفسك تدريجياً بعدد أفرادها الهائل.
وأشارت إلى أن القوات الروسية تتوغّل أعمق في أنحاء المدينة وتعطّل خطوط إمداد القوات الأوكرانية.
وختمت المجموعة قائلةً: “الوضع في بوكروفسك على شفير أزمة ويستمر في التدهور إلى حد قد يكون من الصعب إصلاحه.”