قائد الدفاع هيجسث: الانتشار الأمريكي في الكاريبي ليس مناورات

نُشرت في 9 سبتمبر 2025

قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث لجنود مشاة البحرية على متن سفينة حربية مرابطة في بورتو ريكو إن نشرهم في البحر الكارييبي «ليس تدريباً»، في أحدث مؤشر على نوايا واشنطن تصعيد موقفها العدواني في المنطقة.

زار هيغسِث، يوم الإثنين، أفراد القوة على متن السفينة الحربية يو إس إس إيوو جيما، واعتبر أن ما يقومون به «مناورة واقعية تخدم المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة لإنهاء تسميم الشعب الأميركي» في إشارة إلى حملة الإدارة لمكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

هيغسِث، الذي أُعيد تسمية وزارته مؤخراً بقرار من ترامب من «وزارة الدفاع» إلى «وزارة الحرب»، أدّى زيارة مفاجئة إلى السفينة برفقة رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كاين. جاءت الزيارة في ظل ترحيب من حاكمة بورتو ريكو جينيفر غونزاليس عبر منصة X، حيث شكرت ترامب «لإدراكه القيمة الاستراتيجية لبورتو ريكو للأمن القومي الأميركي وللمواجهة مع كارتلات المخدرات في نصفي الكرة الغربي، التي يزعم أنها تدعمها دكتاتورية نيكولاس مادورو».

وتصاعدت التوترات مع فنزويلا بعد أن غرقت الولايات المتحدة زورقاً من بلدٍ حليف في المنطقة الكارييبي، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، في ضربة قال ترامب إنها كانت تحمل مخدرات غير مشروعة. ونشر ترامب بعد الضربة منشوراً على منصة تروث سوشيال حذر فيه: «ليكن هذا تحذيراً لأي أحد يفكر في إدخال المخدرات إلى الولايات المتحدة. احذروا!»

أدانت منظمات حقوقية الإجراء ووصفته بأنه «قتل خارج نطاق القضاء وغير قانوني»، ما زاد من تأجيج العلاقات بين واشنطن وكاراكاس. كما وجه أعضاء في الكونغرس أسئلة عن الأساس القانوني للعملية؛ وقال آدم سميث، العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول إن ما كان على ذلك القارب شكّل تهديداً عسكرياً وشيكاً للولايات المتحدة».

يقرأ  تصويت متقارب في النرويج: البقاء مع حزب العمال أم التحول إلى اليمين؟

وانتقد السناتور الجمهوري راند بول نائب الرئيس جي دي فانس لمدحه الضربة في منشور على منصة X، واعتبر أنه «من البغيض والغير مدروس تمجيد قتل شخص دون محاكمة».

اتُهمت فنزويلا مراراً من قبل إدارة ترامب بالاتجار بالمخدرات إلى الولايات المتحدة، لكن الإدارة لم تقدم أدلة علنية تدعم تلك الادعاءات؛ ونفى نيكولاس مادورو المزاعم. وقالت نائبة الرئيس الفنزويلية دلسي رودريغيز يوم الإثنين: «كيف يمكن أن يكون هناك كارتل مخدرات إذا لم تكن هناك مخدرات هنا؟»

اتسمت سياسة ترامب تجاه كاراكاس هذا العام بنبرة أكثر تشدداً مقارنة بسنوات سابقة، مستذكرًا فترة إدارته التي دعمت فيها معارضين بشدة وكانت على شفير دعم فعلي لانقلاب. وألمح وزير الخارجية ماركو روبيو، المعروف بدعوته لعلاقة تصادمية مع فنزويلا، الأسبوع الماضي إلى أنه لا يستبعد ضربات ضد كارتلات المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية، رغم أن ترامب نفى سعي إدارته لتغيير النظام هناك. وقال روبيو: «سنتصدى لكارتلات المخدرات أينما وُجدت، أينما عملت ضد مصالح الولايات المتحدة».

أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة نشرت عشرة مقاتلات شبح من طراز إف-35 في بورتو ريكو كجزء من عمليات موجهة ضد كارتلات المخدرات في أميركا اللاتينية. كما حذر ترامب من إسقاط طائرات فنزويلية تقترب كثيراً من سفن أميركية، بعد تقارير إعلامية عن حادثتين من هذا النوع.

ورحبت رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو كاملا بيرساد-بيسيسار بزيادة الانتشار الأميركي في المنطقة وأشادت بالضربة التي استهدفت الزورق المزعوم أنه كان يحمل مخدرات، قائلة إن «الألم والمعاناة التي ألحَقَتها الكارتلات بأمتنا هائلة. لا أشعر بأي تعاطف مع المهربين؛ ينبغي على الجيش الأميركي أن يقضي عليهم جميعاً بعنف».

على النقيض، أعرب الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا عن قلقه من التمركز البحري الأميركي خلال كلمة افتراضية في قمة بريكس، مشيراً إلى أن «وجود قوات أقوى دولة في العالم في بحر الكاريبي يعد عامل توتر».

يقرأ  التعلّم المؤسسي والتحوّل الرقمي: عصرٌ جديدانطلاقة جديدة في التعلم المؤسسي عبر التحوّل الرقمي

تتداخل دلالات هذه التحركات بين مناورة عسكرية واضحة وحملة سياسية داخلية وخارجية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التوترات في نصف الكرة الغربي وإمكانية تصاعد المواجهة بين واشنطن وكاراكاس تحت سِتر مكافحة المخدرات، وفي ظل سياسات حكومته الجديدة.

أضف تعليق