قادة أوروبا يدعمون مولدوفا في مواجهة روسيا التي لا تكلّ

زار قادة من فرنسا وألمانيا وبولندا جمهورية مولدوفا لإظهار الدعم لمسار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وتحذيرها من مساعي روسيا المتواصلة لتقويض هذا الطموح.

جاءت الزيارة في وقت تحتفل فيه مولدوفا بذكرى مرور أربعةٍ وثلاثين عاماً على استقلالها عن موسكو، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتأتي الزيارة أيضاً قبل شهر من انتخابات برلمانية حاسمة يخشى فيها الاتحاد الأوروبي والحكومة المولدوفية ازدياد نفوذ عناصر مؤيدة لروسيا.

بجانب رؤساء دول أوروبية، أكدت الرئيسة الموالية للغرب مايا ساندو لشعبها أن انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي “ليس حلماً بعيداً، بل مشروع نعمل عليه”، وأنه يشكل ضمانة حيوية للأمن.

وقالت الرئيسة: “الحرب القاسية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا تبرهن لنا يومياً أن أوروبا تعني الحرية والسلام، في حين أن روسيا بقيادة بوتين تعني الحرب والموت.”

أوكرانيا قريبة جداً، على الضفة الأخرى من الحدود.

في العام الماضي دعت ساندو إلى استفتاء لتكريس هدف انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي في الدستور، وقد فاز خيار «نعم» بفارق ضئيل.

بعد ذلك بفترة وجيزة، فازت الرئيسة، الحاصلة على تعليم من هارفارد والعاملة سابقاً في البنك الدولي، بولاية ثانية عقب جولة ثانية متوترة.

وظهرت اتهامات بتدخل روسي تضمنت كل شيء من حملات معلومات مضللة واسعة إلى دفع أموال لقاء أصوات، كما اكتشفت فرق صحفية على الأرض.

قال مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس اليوم إن السبب هو أن موسكو “تحاول بلا هوادة تقويض الحرية والازدهار في مولدوفا”، في حين يسعى فلاديمير بوتين لإعادتها إلى نطاق النفوذ الروسي.

وردّت ساندو بالتركيز على تشييد علاقات قوية مع أوروبا.

في كيشيناو فرشّت الرئيسة السجادة الحمراء لضيفاتها، واستقبلت كل زعيم على حدة قبل أن تقودهم على امتداد السجادة التي تحفّ بها حشود من الجنود واقفين عند الانتباه، مرتدين عباءات بيضاء مطرّزة بعناية.

يقرأ  وزير ياباني يزور ضريحًا يثير الجدل لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية— أخبار الحروب العالمية

في الداخل، وعلى خلفية أعلام الاتحاد الأوروبي، وصف الرئيس إيمانويل ماكرون انضمام مولدوفا للاتحاد بأنه “خيار واضح وذاتي” وقال إنه جاء ليبلّغ “رسالة تضامن وثقة” من فرنسا.

واستذكر دونالد توسك كيف أن مسيرة بولندا من تحت ظل موسكو نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تخللتها تحديات، لكنها كانت تستحق الجهد. وقال رئيس الوزراء البولندي: “لقد اخترتم الطريق الصحيح. اخترتم السلام لا الحرب، ونحن ندعم تطلعاتكم.”

منذ بداية الغزو الروسي الشامل، وقفت مولدوفا بثبات إلى جانب أوكرانيا، خشية أن تكون أرضها هدفاً لاحقاً لبوتين. وأضاف ميرتس اليوم أن أوروبا والولايات المتحدة تبذلان “كل ما في وسعهما” لمحاولة إنهاء الحرب هناك.

وحذر المستشار قائلاً: “نريد أن نصبح شهوداً على صمت الأسلحة في أوكرانيا أخيراً… ويفضل أن يكون ذلك اليوم، لكن ليس بأي ثمن. لا نريد أن نرى استسلام أوكرانيا. فمثل هذا الاستسلام لن يمنح سوى مزيداً من الوقت لروسيا، وسيستخدمه بوتين للتحضير للحرب التالية.”

تأمل حزب ساندو، الحزب السياسي PAS، أن تمنحه الانتخابات المرتقبة الشهر المقبل تفويضاً جديداً للمضي قدماً بالإصلاحات والاستمرار في التقارب مع أوروبا، بعد أن بدأت البلاد محادثات الانضمام الرسمية العام الماضي.

لكن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال فقدان PAS لمقاعد—وربما لغالبية مقاعده—في البرلمان.

ولهذا السبب استدعت الرئيسة الدعم الأوروبي في يوم الاستقلال، سعياً لجعل مسار مولدوفا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي أمراً “لا رجعة فيه” كما تؤكد.

أضف تعليق