قادة أوروبيون ينضمون إلى زيلينسكي في لقاءٍ بالبيت الأبيض مع ترامب

أعلن زعماء أوروبيون أنهم سينضمون إلى رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.

ومن بين المسافرين: رئيس وزراء المملكة المتحدة السير كير ستارمر، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمن عام حلف الناتو مارك روتّه.

جاء هذا التطور بعد فشل ترامب في التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب في أوكرانيا خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة. ومنذ ذلك الحين أعلن الرئيس الأميركي رغبته في تجاوز وقف إطلاق النار والتركيز بدلاً من ذلك على التوصل إلى اتفاق سلام دائم، مبرراً أن الاتفاقات المؤقتة “غالباً ما لا تصمد” وأن الأفضل أن يُباشر مباشرةً التفاوض على تسوية نهائية.

ورغم أن ضمان وقف فوري لإطلاق النار كان من المطالب الأساسية لترامب قبل لقائه بوتين، فقد رد قادة أوروبا بحذر على نتائج المحادثة، متجنبين توجيه انتقادات علنية لتغيير المسار رغم تأييدهم الطويل لوقف العمليات القتالية.

ووفقاً لتقارير، عرض بوتين على ترامب صيغة سلام تقضي بانسحاب أوكرانيا من إقليم دونيتسك من دون مقابل سوى تجميد الجبهات الروسية في زابوريجيا وخرسون. وتدّعي روسيا أن دونباس جزء من أراضيها، وهي تسيطر على معظم لوهانسك وحوالي سبعين في المئة من دونيتسك، كما ضمت شبه جزيرة القرم بصورة غير قانونية في 2014، قبل ثماني سنوات من شنّ غزوها الشامل لأوكرانيا.

ونقلت شبكة CBS الأميركية، استناداً إلى مصادر دبلوماسية، أن مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من احتمال محاولة ترامب ممارسة ضغوط على زيلينسكي لقبول شروط قيل إنها نوقشت في ألاسكا حين يلتقيان الاثنين.

من جهته، استبعد زيلينسكي سابقاً التخلّي عن السيطرة على دونباس المكوّن من إقليمي لوهانسك ودونيتسك، مشدّداً على أن أي تنازل قد يصبح منصّة لهجمات روسية مستقبلية.

يقرأ  تحوّل ترامب نحو وقف إطلاق النار يثير استياءً في كييف

فون دير لاين، التي ستلتقي زيلينسكي في بروكسل يوم الأحد، كتبت على منصة إكس أنها انضمّت إلى الزيارة بطلب من الرئيس الأوكراني. وتبعها بسرعة قادة آخرون منهم ماكرون، ومارك روتّه، والسير كير، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس فنلندا ألكسندر ستوبب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني.

وقالت داونينغ ستريت في بيان إنها تتابع جهود الرئيس ترامب لنيل إنهاء الحرب غير القانونية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، مؤكدة موقف رئيس الوزراء بأن مسار السلام لا يمكن أن يُحدّد دون موافقة الرئيس زيلينسكي.

سيكون لقاء البيت الأبيض يوم الاثنين أول لقاء بين زيلينسكي وترامب منذ تبادل حادّ وقع في المكتب البيضاوي في فبراير، حين طالب ترامب الرئيس الأوكراني بأن يظهر امتناناً أكبر للدعم الأميركي واتهمه بأنه “يقامر بحرب عالمية ثالثة” أمام وسائل الإعلام العالمية. وفي مشهد غير مسبوق طُلب من زيلينسكي مغادرة البيت الأبيض، لكن القادة الأوروبيين عملوا لاحقاً على ترميم العلاقة بين الجانبين.

وبدا أن الزعيمين تصالحا في أبريل خلال لقاء وصفته إدارة البيت الأبيض بأنه “مثمر للغاية” استمر نحو خمسة عشر دقيقة على هامش جنازة البابا فرانسيس. وفي سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية، أبرمت أوكرانيا اتفاقاً للمعادن منح الولايات المتحدة حصة مالية في البلد، وأوضحت كييف استعدادها لتمويل شراء أسلحة أميركية.

مع ذلك، ثار قلق في كييف وعواصم أوروبية أخرى بعد لقاء ترامب وبوتين الأخير، لا سيما وأن الرئيس الروسي، الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ترتبط بجرائم حرب في أوكرانيا، استُقبل بودّ على سجادة حمراء لدى وصوله، وقال ترامب لاحقاً إن بينهما “علاقة رائعة”.

المطلب المركزي لأوكرانيا ظل دوماً وقف إطلاق نار سريع كي لا تُجرى محادثات حلّ طويل الأمد على وقع استمرار القتال. وأكد زيلينسكي بعد قمة ألاسكا أن “السلام الحقيقي يجب أن يكون دائماً ودائمًا، لا مجرد هدنة مؤقتة بين غزوات روسية”. جمهور القادة الأوروبيين نجح في الحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وكان للسير كير خصيصة في بناء علاقة دافئة معه.

يقرأ  الأمم المتحدة ترفض مساعي الجماعة شبه العسكرية السودانية لتشكيل حكومة موازية في خضم الحرب الأهلية

أضف تعليق