جنحت صباح الثلاثاء قبالة العاصمة السنغالية داكار قارب كان على متنه نحو مئة من المهاجرينن الذين كانوا يأملون الوصول إلى أوروبا، وفق ما أفادت به السلطات المحلية.
كان هؤلاء المهاجرون ينوون على الأرجح قطع نحو 1500 كيلومتر عبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري الإسبانية، التي عادت منذ عام 2020 لتبرز كطريق عبور رئيسي للمهاجرين.
وذكرت أرقام وزارة الداخلية الإسبانية أن نحو 47 ألف شخص وصلوا إلى جزر الكناري في 2024، مقارنة بما يقرب من 40 ألفاً في 2023. وكثيرون يغامرون برحلتهم على متن قوارب مكشوفة وكبيرة تُعرف محلياً بالـ”بيروغ”.
«تلقينا إخطاراً باعتراض بيروغ ممتلئ بالمهاجرين الذين كانوا يحاولون الانطلاق إلى أوروبا»، قال عبدو عزيز غييه، عمدة حي أوكام حيث جنحت القارب.
أشار غييه إلى أن الصيادين هم من لاحظوا البيروغ أولاً، وقد قدموا إلى ركابها محركاً بعدما فقدوا محركهم. وأضاف: «هو مشهد مؤلم؛ وبحسب المعلومات فإن القبطان فرّ ومعه المحرك».
ورغم أن القارب حطّ في أوكام، فإن الرحلة لم تنطلق من هناك، وفق العمدة. وعند وصول القارب أقامت الشرطة المحلية مركزاً مؤقتاً لإجراء فحوصات الهوية على الركاب.
يُعد عبور المحيط الأطلسي من أخطر مسارات الهجرة في العالم؛ وبسبب نقص المعلومات عن نقاط الانطلاق من غرب أفريقيا لا توجد حصيلة دقيقة للقتلى، غير أن مجموعة “ووكينغ بوردرز” المختصّة بحقوق المهاجرين تقدر أن عدد الضحايا يصل إلى آلاف هذا العام وحده.
«الهجرة غير الشرعية لم تتوقف؛ إنها ظاهرة مستمرة»، حذر غييه ودعا المهاجرين إلى تجنب المغامرة بالمخاطر الكبيرة.
وفي حين يغادر معظم المهاجرين من السنغال شباب ذكور، يشير العاملون الإغاثيون في جزر الكناري إلى تزايد حالات النساء والأطفال الذين يعرضون حياتهم للخطر أيضاً.
في العام الماضي وقّع الاتحاد الأوروبي صفقة بقيمة 210 ملايين يورو مع موريتانيا تهدف إلى منع انطلاق قوارب المهربين إلى إسبانيا، لكن الإحصاءات تظهر استمرار الهجرة عبر الأطلسي من غرب أفريقيا، بالرغم من تراجع عبور الحدود غير النظامية في أوروبا بشكل مطرد.
في السنغال يتزايد عدد محاولات الانطلاق خلال فصل الشتاء، عندما يخف نشاط الأمواج الموسمية، إلا أن كثيرين يغامرون بخوض الرحلة على مدار العام.