قافلة تونسية متحمّسة للانضمام إلى مهمة «صمود عالمي» لكسر حصار غزة أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

نُشِر في 6 سبتمبر 2025

تونس — في شارع المحطة رقم 61 وسط العاصمة، يعمل المتطوعون على استقبال وتوثيق التبرعات لصالح “قافلة صمود المغرب العربي”، إحدى مجموعات التنظيم الأربع لـ«القافلة العالمية للصمود» التي تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.

الخطة الأصلية كانت انطلاق القوارب من تونس يوم الخميس، لكن القوارب التونسية ستنتظر وصول القافلة الإسبانية — التي تقودها، من بين آخرين، الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ — المنطلقة من بارشلونة يوم الاثنين بعد تأخرها نتيجة عاصفة.

من المتوقع أن تنضم قافلة أخرى انطلقت من صقلية إلى القافلة التونسية يوم الأحد، لتغادر جميع السفن معاً صوب شرق البحر الأبيض المتوسط.

على متن السفن أطباء ونشطاء ومنظمو قوافل ومحامون ومؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي أحواض الشحن صناديق كرتون مملوءة بالأدوية وحليب الأطفال، إلى جانب رسائل وهدايا مؤثرة من أطفال تونسيين لأقرانهم في غزة.

كل القوافل السبعة التي أبحرت إلى غزة منذ 2010 تعرضت لاعتراض أو هجوم من الجيش الإسرائيلي قبل بلوغ المياه الإقليمية لغزة. في الثاني من مايو، تعرّضت سفينة “كونشانس” لضربتين من طائرات مسيرة إسرائيلية مسلحة عندما كانت على بعد 25 كيلومتراً فقط من سواحل مالطا.

حماس للانطلاق

تجري الاستعدادات بدقة في مدن تونسية عديدة منها تونس وبنزرت وباجة وسوسة وصفاقس وقابس. لدى كثير من المتطوعين الذين يعملون في مراكز التبرعات علاقة عميقة بغزة، وكثيرون شعروا بالعجز وهم يشاهدون نحو عامين من القصف الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 62,000 فلسطيني.

يتذكّر كثيرون أيضاً مشاركة الناشط المحلي حاتم العيوني في مهمة “هندلة” في يوليو لمحاولة كسر الحصار، وكذلك قافلة “الصمود” التي قادتها تونس والتي حاولت العبور في الشهر السابق.

يقرأ  انطلاق صادرات «بي واي دي» من تايلاند إلى أوروبا بسيارات كهربائية

كلا المحاولتين أعطيا إحساساً بأن غزة باتت في متناول اليد بالنسبة لكثيرين ممن يتطوعون الآن لتجهيز والإبحار ضمن القافلة الحالية. يقول متطوع يُعرف باسم السحراوي: «لم يعد التونسيون يظنون أن فلسطين بعيدة. فلسطين قربى. بالتأكيد ليست بعيدة».

متطوعون من أنحاء أفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا والولايات المتحدة يشاركون ويعلمون أنه لا وقت لإضاعته، لا سيما وأن غزة تُعاني الآن من مجاعة رسمياً.

عمل فريق قافلة المغرب العربي بسرعة؛ ففي 22 أغسطس أطلق اللجنة المنظمة حملة جمع تبرعات ودعوة للتبرعات العينية، وبعد عشرة أيام تم شراء السفن.

«لا أستطيع الإفصاح عن عدد القوارب لأنه معلومات سرية، لكن نحن بخير من ناحية القوارب»، قال غسان بوغديري، عضو اللجنة المنظمة، مضيفاً: «لدينا العدد الدقيق الذي نحتاجه». كما أكد بوغديري أن أسماء وأعداد المشاركين ستُعلن فور استعداد القافلة للإبحار.

التبرعات

قد جُمعت بالفعل كميات كبيرة من التبرعات، مثل الأدوية وحليب الأطفال، وحُزمت في صناديق كرتون، والمنظمون مستعدون لتوفير المزيد حال رفع إسرائيل لحصارها.

مع إنجاز معظم أعمال التحضير، تبقى اللمسات الأخيرة: تجهيز السفن بالواي فاي والكاميرات وسترات النجاة وأدوات السلامة الأخرى.

ولهذا السبب، لا يزال التونسيون يصطفون في طوابير طويلة في شارع المحطة للتبرع بالمال وبما يستطيعون من هدايا.

«الخاص في هذه الحملة هو عدد الناس الذين حضروا لإدلاء التبرعات»، قال بوغديري. «جاءنا أشخاص يحضرون خمسة وعشرة دنانير. إذا كان أجر يومك 20 ديناراً، فخمس دنانير ثمينة جداً بالنسبة لنا. هذا يدل أننا نجحنا في العمل الجماعي لمساعدة أهلنا في غزة».

مع تزايد الدعم للقافلة حول العالم وإعلان مزيد من السفن مشاركتها، هناك أمل أن يُجبر المجتمع الدولي على التحرك إذا حاولت إسرائيل إيقاف القوارب بعنف.

يقرأ  كيف قضت النخب على الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة وأعطت الشعبوية زخماً — سياسة

ورغم أن إرسال مساعدات إنسانية عبر قوافل إلى مناطق الأزمات مصون بموجب القانون الدولي، إلا أنه من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى استخدام العنف.

«هذه أكبر قافلة مساعدات إلى غزة على الإطلاق»، قال السحراوي. «لم تُطلق من قبل مهمة شبيهة بها، لذلك لا نعرف حقاً كيف سيكون ردهم. آمل أن نصل إلى غزة في النهاية.»

أضف تعليق