قبر توت عنخ آمون مهدد بالانهيار هكذا يحاول عالم واحد إنقاذه

ما ينبغي معرفته

أظهرت دراسة منشورة عام 2025 في دورية NPJ Heritage Science أن قبر توت عنخ آمون في وادي الملوك بالقرب من الأقصر مهدد بالتدهور والدمار على المدى الطويل. الباحث سيد حميدة، رئيس قسم الحفاظ المعماري بجامعة القاهرة، أعلن أن الضريح تعرض لمؤثرات مستمرة ناجمة عن فيضانات مفاجئة وصدوع زلزالية رئيسية، ما جعله من بين أقل المواقع حفاظًا في الوادي.

تسببت شقوق حادة في سقف الضريح في تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، وهو ما هدد السلامة الإنشائية للفراغات تحت الأرض. كما أدى هذا التسرب إلى ارتفاع معدلات الرطوبة داخل الهيكل، مما حفّز نمو الفطريات التي تهاجم الجداريات واللوحات الجدارية القديمة، وهو ما يفرض صعوبات كبيرة على فرق الأثر والترميم في محاولاتهم للحفاظ على الأعمال الفنية.

لم يلقَ الأمر دون استجابة: استخدم حميدة نمذجة جيوتقنية ثلاثية الأبعاد تجريبية لتحديد أجزاء الضريح الأكثر حاجة إلى تدعيم لمنع تفاقم الشقوق ومواجهة مخاطر الفيضانات. وتؤكد الدراسة أن نتائج هذه النمذجة قد تشكّل مرجعًا هامًا لتحليل استقرار منشآت تحت أرضية معقدة مماثلة، مما يفتح بابًا أمام حلول وقائية مبتكرة للحفاظ على مواقع التراث.

تاريخيًا، بقي قبر توت عنخ آمون مجهولًا حتى اكتشفه عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922؛ وقد احتوى الضريح على آلاف القطع الأثرية ونَصْلًا يحوي مومياء الملك وغطاءً رئاسيًا صار من أشهر الرموز الفرعونية، واستغرق كارتر وفريقه نحو عقد من الزمن لحصر وفهرسة المحتويات. وُلد توت عنخ آمون قبل نحو 3365 عامًا (حوالي 1341 ق.م.)، وتولّى العرش وهو في التاسعة من عمره، فلقّب بـ«الملك الصغير»، وحكم لما يقارب عقدًا قبل أن يلفظ أنفاسه في سن التاسعة عشرة. ومع أن نظريات القتل العمد ظلت مطروحة لفترات طويلة، تشير تحليلات الحمض النووي الأحدث إلى احتمال أن وفاته كانت نتيجة مزيج من الملاريا وخلل عظمي.

يقرأ  عرض القوة البحرية الصينية في المحيط الهادئ: مؤشر لقدرتها على منازعة وصول الولايات المتحدة

تشير نتائج الدراسة إلى أن الإجراءات الهندسية والتقنية المقترحة يمكن أن تساعد الأثريين في الحفاظ على القبر والأعمال الفنية داخله لأجيال قادمة، والحيلولة دون فقدان جزء مهم من التراث الحضاري الإنساني.