قبل مؤتمر الأطراف الأمم المتحدة تحذّر: خطط المناخ الحالية لا تكبح الاحترار المهدِّد

قالت الأمم المتحدة إن 64 دولة فقط قدَّمت خططًا جديدة لخفض انبعاثات الكربون، على الرغم من أن جميع أطراف اتفاق باريس مُطالَبون بتحديث مساهماتهم قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) الشهر المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التعهدات الوطنية تمثل نحو 30% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وأن تجميعها يشير إلى انخفاض متوقع في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 10% بحلول عام 2035 — وهو مستوى لا يكفي لمنع ارتفاع حرارة الكوكب بأكثر من 1.5 درجة مئوية، العتبة التي تُعد مفصلية لتفادي تبعات مناخية بالغة الخطورة.

تُظهر مراجعة الأمم المتحدة تقدّمًا في مسار خفض الانبعاثات على مدى العقد المقبل، لكنها تؤكد أن وتيرة الخفض الحالية بطيئة للغاية مقارنة بما يتطلبه الحفاظ على هدف 1.5°، إذ قدِّر العام الماضي أن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجب أن يصل إلى نحو 57% بحلول 2035 لتحقيق المسار المطلوب.

أبرزت المراجعة أيضًا إدراج بيانات من الصين والاتحاد الأوروبي عُرضت خلال أسبوع المناخ في نيويورك، لكن من اللافت أن دولًا كبيرة منتِجة للكربون، مثل الهند وإندونيسيا، لم تُعلن بعد عن خططها الجديدة، ويتوقع أن تؤثر مواقفهما على التوقعات الإجمالية لعام 2035 إذا ما قدّمتا تعهدات خلال قمة بيليم.

قالت لورنس توبيا، المديرة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية، إن التقرير “يُظهر أننا نسير في الاتجاه الصحيح لكن بوتيرة بطيئة جدًا”، ودعت إلى الاعتراف بغياب التعهدات الوطنية ومواجهة الفجوة المستمرة بين الطموح والتنفيذ الفعلي.

تأتي هذه التقديرات في ظل تحذيرات علماء الأمم المتحدة من أن حدّ 1.5°، المتفق عليه في باريس، يمثل حدًّا خطيرًا للتدفّق نحو احترارٍ أشدّ؛ وأن تخطّي هذا الحد سيزيد من موجات الحر والعواصف، ويؤدي إلى تدهور شعاب المرجان ويُفاقم المخاطر الصحية والمعيشية. ولأول مرة، سجّل عام 2024 تجاوز هذه العتبة على مدار سنة كاملة، وتزداد توقعات قادة الأمم المتحدة بأن التجاوز قد يصبح دائمًا في أوائل الثلاثينات من هذا القرن إذا استمرّ المنحى الحالي.

يقرأ  مقتل شخص وإصابة العشرات جراء استهداف روسيا لمنشآت الطاقة الأوكرانية

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن احتواء الاحترار العالمي دون 1.5° خلال السنوات القليلة المقبلة بات مستبعدًا، وقال إن “التجاوز أصبح محتمًا” وأن ذلك يعني فترة زمنية — أطول أو أقصر، أشد أو أخفّ — من درجات حرارة أعلى من 1.5° في السنوات القادمة.

مع ذلك، يحافظ التقرير على لمحات أمل: تتوقع الأمم المتحدة أن تزايد عدد الدول المعلِنة لخططها مع تجمع زعمائها في قمة COP30 قد يحسّن الصورة، وأن بعض الدول قد تخفض انبعاثاتها أسرع وأعمق مما تعهّدت به. وقد لفت تود ستيرن، المبعوث الأمريكي السابق للمناخ، إلى أن الصين غالبًا ما تتخطى أهدافها المُعلنة فعليًا بعد إعلان أرقام أولية متواضعة.

تتوقَّع الأمم المتحدة أن تبلغ الانبعاثات ذروتها قريبًا ثم تبدأ في الانحدار، وهو أمر لم يحدث منذ الثورة الصناعية بالقرن التاسع عشر. وتشير الخطط المعلنة إلى مسارات واضحة نحو صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف هذا القرن، حيث يعني “صافي الصفر” موازنة كمية غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية بالكميات التي تُزال فعليًا من الغلاف الجوي.

من العوامل المهمة أن حسابات الأمم المتحدة شملت التعهد الأمريكي المعلن في عهد الرئيس بايدن، رغم إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب عزمه الانسحاب من اتفاق باريس؛ إذ لم تُكمَل إجراءات الانسحاب بعد، لذا ظلت خطط الولايات المتحدة واردة في التقديرات حتى لو تغيّر تنفيذها مستقبلاً.

أضف تعليق