نُشر في 15 أكتوبر 2025
انقر للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
ما تبقى من قرية مارتولي الحدودية في شمال ولاية أوتاراخاند الهندية ليس إلا عشرات المباني الحجرية المتداعية، شاهدة على ازدهارها السابق. تقع القرية في وادي جوهار، محاطة بقمم هيمالايا، وأبرزها ناندا ديفي التي كانت تُعدّ ذات يوم من أعلى القمم في العالم. كان سكانها يبادلون التبغ والعدس والتوابل والأقمشة بالملح والصوف مع التبتيين عبر الحدود.
قضى البدو الرحل من عدة قرى أشهر الشتاء في السهول ليجمعوا بضائع يَتاجرون بها في فصل الصيف مع سكان التبت. لكن إغلاق الحدود عقب الصراع المسلح بين الهند والصين عام 1962 قلب حياة القرى العالية رأساً على عقب، وقلّ الدافع للعودة إلى الجبال.
كِيشان سينغ، البالغ الآن من العمر 77 عاماً، غادر مع أسرته إلى قرية ثال المنخفضة وهو في الرابعة عشرة من عمره. مع ذلك يعود إلى مارتولي كل صيف ليحرث الأرض ويزرع الحنطة السوداء والفراولة والكمون الأسود.
منزله العائلي بلا سقف، لذا يبيت في بيت جار مهجور طوال الستة أشهر التي يقضيها في القريةي.
«أستمتع بالبقاء في الجبال، والأرض هنا خصبة جداً»، هكذا يصف شعوره.
مع حلول أواخر الخريف يستأجر الحمير لنقل محصوله إلى منزله في السهول، حيث يبيعا بربح متواضع.
في أوج ازدهار وادي جوهار في أوائل الستينيات كان أكبر القرى يقطنها نحو 1500 شخص، ومارتولي وحدها حوالي 500 نسمة، بينما ضمت بعض القرى الأخرى عشرة إلى خمسة عشر بيتاً لكل منها. اليوم لا يعود إلى مارتولي سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص كل صيف.
بعض القرى المجاورة مثل لاسبا وغانغار وريلكوت شهدت بعض العودة الصيفية لسكانها بعد إنشاء طريق غير معبد يتيح الوصول بالمركبات إلى بضعة كيلومترات من القرى.
بين أطلال البيوت الحجرية المتناثرة في مارتولي ظهر بيت ضيافة جديد يخدم عدداً قليلاً من المتنزهين الذين يمرون عبر القرية في طريقهم إلى معسكر قاعدة ناندا ديفي.