قوات إسرائيلية تقتل امرأة حامل وجنينها خلال اقتحام مدينة غزة

نُشر في 1 سبتمبر 2025

قُتِلت امرأة حامل وجنينها قرب مخيم الشاطئ، فيما واصلت القوات الإسرائيلية هجومها الواسع على مدينة غزة مستهدفة مناطق مدنية بعدة غارات. وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة بأن طفلاً آخر قضى في قصف منزل قرب المخيم يوم الاثنين، بحسب وكالة وفا.

واستمرت الدبابات والطائرات في قصف منطقتي الزيتون والصبرة في جنوب المدينة، حيث تَسوى بالأرض أكثر من ألف مبنى منذ أن بدأت إسرائيل تقدمها للسيطرة على المركز الحضري الشهر الماضي، ما أودى بحياة عشرة أشخاص يوم الاثنين.

وعلى شارع النصر المزدحم في مدينة غزة، سادت مشاهد فوضى ورعب بعد هجوم إسرائيلي أصاب السوق وخلّف ما لا يقل عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى، بينما تفرّ السكان في كل الاتجاهات بين أنقاضٍ وأشلاء.

من موقع الحدث، قال مراسل الجزيرة معاذ الخلوّت إن الناس في حالة ذعر تام: «لا يعرفون ماذا يفعلون ولا أين يذهبون. يحاولون بكل ما أوتوا من قوة العثور على مكان أكثر أمناً، لكن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف كل زاوية في المدينة».

جنوباً في دير البلح، استهدفت إسرائيل مجموعة من المدنيين داخل مدرسة المزراع، وأعلن مستشفى الأقصى للشهداء لاحقاً وفاة أنس سعيد أبو مغصيب، بحسب وافي. وقالت مصادر طبية إن إجمالي القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية في القطاع يوم الاثنين بلغ 59 شخصاً على الأقل.

مجاعة من صنع الإنسان في القرن الحادي والعشرين

بعد أن تشردوا مرات عدة بسبب الحرب، يواجه سكان مدينة غزة الآن تهديدين متزامنين: القتال والمجاعة. أدت القيود والحصار المستمر لشهور إلى وفاة ثلاثة رضع يوم الاثنين نتيجة الجوع. الأطفال يشكلون أكثر من ثلث ما يقرب من 350 وفاة بسبب الجوع والمجاعة في القطاع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.

يقرأ  صحافيو غزة يخشون الاستهداف من قِبَلِ إسرائيل

وتقول السلطات إن عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي سمحت إسرائيل بدخولها للقطاع خلال الشهر الماضي يلبي فقط 15% من احتياجات السكان المحرومين. ومع ذلك، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أغسطس تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي الذي اعتبر حدوث مجاعة في مدينة غزة، واصفاً إياه بأنها «كذبة صريحة».

من جهته، اعترف وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد لامي بإعلان الآي بي سي المدعوم من الأمم المتحدة، معبراً عن «الغضب» من إسرائيل لعدم السماح بدخول ما يكفي من المساعدات إلى غزة. وقال: «هذه ليست كارثة طبيعية، بل مجاعة من صنع الإنسان في القرن الحادي والعشرين. نحتاج إلى استجابة إنسانية هائلة، وسمح للمنظمات الحيوية والعاملين الصحيين بالعمل، وإطلاق مخزونات المواد الإغاثية على حدود غزة».

حاكم طامع بالسلطة

داخلياً في إسرائيل، تجمع المشيعون لدفن إيدن شتيفي وإيلان فايس—أسيران أُخذَا من إسرائيل خلال هجوم حماس في أكتوبر 2023—بعد أن جُمعت بقاياهما في عملية عسكرية إسرائيلية في غزة الأسبوع الماضي. وأعرب بعض الحاضرين عن سخطهم من الحكومة لعدم التوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف القتال وإعادة الأسرى المتبقين.

قالت المشيّعة روتي تارو لوكالة الأسوشييتد برس: «إنه رعب وحزن عميق لا توصف الكلمات تحمله—الغضب، الإهانة للأسرى، الإهانة للشهداء، والإهانة للجنود المرسلين مجدداً إلى غزة. لا أحد يعلم السبب، سوى الحاكم الطامع بالسلطة».

ونقلت يديعوت أخرونت عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير تحذيره من تبعات نية نتنياهو السيطرة على غزة من دون خطط ما بعد الحرب. وقال زامير في اجتماع لمجلس الأمن الإسرائيلي متأخراً، بحسب التقرير: «أنتم متجهون نحو حكومة عسكرية. خطّتكم تقودنا إلى هناك. افهموا التداعيات».

حتى الآن، أودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 63 ألف فلسطيني. يُجبر نحو مليون من سكان مدينة غزة، كثير منهم نزحوا عدة مرات بالفعل، على الخروج تحت وطأة هجمات إسرائيلية متواصلة، من دون وجود مناطق آمنة يمكن الفرار إليها في القطاع.

يقرأ  الجيش النيجيري: غارات جوية تقتل ٣٥ مسلحًا في ولاية بورنو

أضف تعليق