نُشِر في 6 سبتمبر 2025
مراهق إيطالي أطلقوا عليه لقب «مؤثر الله» سيُكرّس أول قديس من جيل الألفية في مراسم تقودها بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر داخل ساحات الفاتيكان.
يتوقع حضور عشرات الآلاف من المصلين قداس التقديس يوم الأحد في ساحة القديس بطرس لكارلو أكوتيس، الذي توفي بسرطان الدم عام 2006 عن عمر يناهز خمسة عشر عاماً.
وُلد كارلو في لندن عام 1991 لوالدين إيطاليين ونشأ في مدينة ميلانو شمال إيطاليا، حيث علّم نفسه أساسيات البرمجة واستغل مهاراته الحاسوبية لتوثيق المعجزات وجوانب من الإيمان الكاثوليكي ونشرها عبر الإنترنت.
قصة «الرَّسول السيبري» الذي روى أنّه كان يحضر القداس يومياً ويظهر رقة وتعاطفاً مع طلاب تعرضوا للتنمر ومع المتشردين، لفتت أنظار شباب كاثوليك حول العالم، والآن ستقوده إلى منزلة تعادل منزلة قديس مثل فرنسيس الأسيزي.
ملقى بملابس عادية من جينز وحذاء نايكي، يرقد جسد الفتى داخل تابوت محاط بجدران زجاجية في آسيسي، المدينة الوسطى العتيقة ومكان الحج بمنطقة أومبريا، ويزوره مئات الآلاف سنوياً.
أعلن الفاتيكان أن كارلو أحيطت بهما معجزتان بعد مماته: الأولى شفاء طفل برازيلي يعاني تشوّها بنكرياسياً، والثانية تعافي طالبة كوستاريكية أصيبت في حادث؛ وقد صلّت عائلتا الحادَثين طالبتين شفاعة الفتى.
أم كارلو، أنتونيا سالزانو، قالت لوكالة الأنباء الفرنسية إن ابنها مُنح هبة رؤية «أن كل إنسان فريد ولا يتكرر، أصلي وليس نسخة مصوَّرة».
مراسم يوم الأحد كانت مقررة في نيسان/أبريل لكن تأجلت بعد وفاة البابا فرنسيس، وستكون هذه أول مرة لليو الذي سيقدّس أيضاً بيان بير جورجيو فراساتي، شاب إيطالي اشتهر بمساعدة المحتاجين وتوفي بالشلل الرخو في عشرينيات القرن الماضي.
كان فرنسيس نفسه من دفع بقوة نحو تكريس قضية قداسة كارلو، مقتنعاً بأن الكنيسة بحاجة إلى مثال شبابي يجذب الفئة الشابة إلى الإيمان ويعالج وعود ومخاطر العصر الرقمي.
كتب فرنسيس في وثيقة عام 2019: «كان كارلو واعياً تمام الوعي أن جهاز الاتصالات والإعلان والشبكات الاجتماعية يمكن أن يستخدم لتنويمنا وإدماننا على الاستهلاك وشراء آخر ما في السوق»، وأضاف: «ومع ذلك، عرف كيف يستثمر تكنولوجيا الاتصالات الجديدة لنقل الإنجيل، والتواصل بالقيم والجمال.»
بوبا ليو الرابع عشر ورث القضية وأشار أيضاً إلى التكنولوجيا، وخصوصاً الذكاء الاصطناعي، كأحد أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية اليوم.
أبرز إرث كارلو التقني موقع إلكتروني أنشأه خصيصاً عن ما يُسمى «معجزات القربان» متاحاً بما يقرب من عشرين لغة؛ يجمع الموقع معلومات عن 196 حدثاً بدا عبر التاريخ غير مفسَّر يتعلق بسر القربان، الذي يؤمن المؤمنون بأنه جسد المسيح.