إعلان الكازاخستان عن انضمامها إلى «اتفاقات إبراهيم»
أعلنت كازاخستان، التي أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل عام 1992، أنها ستنضم إلى ما يُعرف بـ«اتفاقات إبراهيم»، ووصفت مشاركتها بهذا الإطار بأنها استمرارية منطقية وطبيعية لمسارها الخارجي المبني على الحوار والاحترام المتبادل والسعي إلى الاستقرار الإقليمي. وجاء الإعلان قبل اجتماع مقرر بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب وقادة دول آسيا الوسطى.
ووفق بيان نقلته وكالة فرانس برس، قال بيان الحكومة الكازاخستانية إن الانضمام المتوقع يشكل «متابعة طبيعية ومنطقية» لسياسة البلد الخارجية. وفي وقت سابق من اليوم ذاته، أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن دولة أخرى ستنضم إلى اتفاقات التطبيع دون أن يسميها، قائلاً إنه سيعلن ذلك لدى عودته إلى واشنطن.
لا تزال تداعيات الانضمام على العلاقات القائمة بين كازاخستان وإسرائيل غير واضحة. فقد أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية عام 1992 بعد انفصال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي، وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كازاخستان عام 2016، وتوجد بين البلدين عدة اتفاقيات ثنائية. ويبدو أن كازاخستان تسعى أيضاً لتعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة أثناء زيارة رئيسها قاسم-جومارت توكاييف لواشنطن، حيث وقَّعت الدولتان اتفاق تعاون بشأن المعادن الحيوية.
خلفية الاتفاقات وتأثيرها على القضية الفلسطينية
خلال ولايته الأولى، توسط ترمب لإبرام اتفاقات إبراهيم التي أضفت طابعاً رسمياً على العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، على رأسها الإمارات والبحرين والمغرب. وقد قوضت هذه الخطوة الإجماع العربي حول مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي ربطت الاعتراف بإسرائيل بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. ورفض نتنياهو مبدأ «الأرض مقابل السلام» ودفع باتجاه صفقات تتجاوز الفلسطينيين في عملية التطبيع.
حكومات أميركية تلتفت للتوسيع
حكومات لاحقة، ومن بينها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، اعتبرت توسيع هذه الاتفاقات إحدى أولوياتها في مقاربة الشرق الأوسط. ومع ذلك، لم تسهم الاتفاقات، التي جرت أساساً بين دول لم تكن في حالة حرب مع إسرائيل، في حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي أو في إنهاء الاحتلال المستمر والذي تصفه منظمات حقوقية رائدة بأنه يرقى إلى نظام فصل عنصري. ورغم ذلك، صمدت اتفاقات التطبيع خلال الحرب التي شهدتها غزة والتي خلّفت دماراً واسعاً وسقوط اكثر من 68,800 فلسطينياً، بحسب ما أُبلغ عنه، بينما واصلت دول مثل الإمارات علاقاتها التجارية والأمنية مع إسرائيل.
السياسة الإقليمية الراهنة
يُروّج ترمب نفسه حالياً كوسيط سلام بعد ما قيل إنه توسط للوصول إلى تهدئة هشة في غزة، وذلك في ظل استمرار العنف الإسرائيلي اليومي ضد الفلسطينيين وتصاعد العمليات في لبنان. ومع تكرار تصريحات ترمب عن أمله في انضمام السعودية إلى الاتفاقات، شددت الرياض من جهتها على تمسكها بمبادرة السلام العربية كموقف مرجعي.