منذ يوليو، علّقت اليونان معالجة طلبات اللجوء المقدّمة من أشخاص يصلون بحراً من شمال أفريقيا.
اعترضت السلطات اليونانية أكثر من 120 لاجئًا ومهاجرًا قبالة ساحل جزيرة كريت، في أحدث حلقات وصول أشخاص يخاطرون بحياتهم للعبور إلى أوروبا من شمال أفريقيا رغم تعليق طلبات اللجوء ودفعة سياسية لتشديد قواعد الاحتجاز.
أُوقفت يوم الإثنين قاربان كان على متن كلٍّ منهما 58 و68 شخصًا ويُعتقد أنّهما انطلقا من ليبيا، ووُضع ركابهما تحت الحراسة في ملاجئ مؤقتة. كما وصل أكثر من مئة لاجئ ومهاجر آخرين إلى كريت خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن هدأت الرياح الشديدة.
أعلنت الحكومة اليونانية المحافظة الشهر الماضي تعليقها لجميع طلبات اللجوء المقدّمة من المهاجرين القادمين بحراً من شمال أفريقيا، مشددة على أن الخطوة ساهمت في ردع محاولات العبور التي بلغت ذروتها في يوليو حين تجاوزت 2500 محاولة في أسبوع واحد.
وجاء قرار الحظر بعد تصاعد أعداد طالبي اللجوء الذين بلغوا كريت وإلغاء محادثات مع حكومة بنغازي الليبية في يوليو بمرارة، ما مثّل تصعيدًا إضافيًا في تشدّد موقف أثينا تجاه اللاجئين والمهاجرين تحت إدارة رئيس الوزراء كيريكوس ميتسوتاكيس، التي شيدت سياجًا على حدودها البرية الشمالية وعزّزت دورياتها البحرية منذ تولّيها السلطة في 2019.
تواصل الحكومة الخلاف مع السلطات الإقليمية في كريت بشأن خطة لإنشاء مرفق عبور دائم على الجزيرة، وهي تعمل على مشروع قانون يقضي بالسجن لمن تُرفض طلباتهم وتفرض أجهزة مراقبة إلكترونية للكاحل خلال فترة امتثال مدتها 30 يومًا قبل الترحيل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، لقي ما لا يقل عن 26 شخصًا حتفهم بعد غرق قاربَيْن قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الجنوبية، في كارثة شارك فيها أيضًا أشخاص قادمين من ليبيا وكانت آخر مثال على المصاعب التي يواجهها من يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط من أفريقيا إلى أوروبا.
سجلت منظمات حقوقية ووكالات أممية اعتداءات منهجية طالت اللاجئين والمهاجرين داخل ليبيا، شملت التعذيب والاغتصاب والابتزاز. وفي فبراير كشفّت السلطات الليبية عن نحو خمسين جثة في مقبرتين جماعيتين في صحراء الجنوب الشرقي، في أحدث فصول الرعب المرتبطة بمحاولات العبور عبر هذا البلد.
ومنذ مطلع العام الجاري، توفي 675 شخصًا في البحر المتوسط المركزي أثناء محاولتهم العبور، بحسب ما صرّح فيلبّو أونغارو، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا، مؤخرًا.