كل ما تحتاج إلى معرفته عن مناظرات عمدة مدينة نيويورك — أخبار الانتخابات

كانت الانتخابات التمهيدية التي هزّت الحزب الديمقراطي وأثارت اهتمام وسائل الإعلام على مستوى البلاد نقطة تحول لافتة في سباق رئاسة بلدية نيويورك.

في يونيو، تغلّب الاشتراكي الديمقراطي زهران مامداني على منافسه الأبرز، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، ليفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض معركة رئاسة البلدية. والآن تستعد المدينة للانتخابات العامة المقررة في الرابع من نوفمبر.

قبل أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع ستُقام سلسلتان من المناظرات بين المرشحين الثلاثة الرئيسيين: مامداني، كومو وكورتيس سليوا. تنطلق المناظرة الأولى مساء الخميس. وما يجعل هذه المواجهات أكثر من مجرد نزاع محلي هو أنها صارت محط نقاش حول مستقبل الحزب الديمقراطي والتحولات في السياسه الأميركية المتعلقة بالدعم الأمريكي لإسرائيل وقضايا أخرى مجتمعية وسياسية.

متى تُجرى المناظرات؟
– تُقام مناظرتان قبل يوم الاقتراع، تؤديان إلى إبراز مواقف المرشحين الثلاثة.
– الأولى: 16 أكتوبر الساعة 7 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي (23:00 بتوقيت غرينتش).
– الثانية: 22 أكتوبر في نفس التوقيت.

كيف يمكن المشاهدة؟
في مدينة نيويورك ستُبث المناظرات مباشرة عبر شبكات التلفزيون المحلية مثل WNBC وSpectrum News NY1 وPIX11. وللمشاهدين خارج منطقة المتروبوليتان ستكون البثوث متاحة مباشرة على قنوات تلك الشبكات عبر يوتيوب.

من هم المرشحون؟
– زهران مامداني: نائب في جمعية ولاية نيويورك واشتراكي ديمقراطي صاعد، اعتُبر فوزه في الانتخابات التمهيدية مؤشراً على تغيّر ملموس داخل الحزب الديمقراطي. في فبراير أظهره استطلاع لجامعة إيمرسون متخلفاً بأقل من واحد في المئة، لكن مع اقتراب الانتخابات التمهيدية في يونيو تحوّل إلى المرشح الأوفر حظّاً، وحصد نحو 56٪ من أصوات الناخبين في الاقتراع التمهيدي.
– أندرو كومو: الحاكم السابق الذي شغل المنصب بين 2011 و2021 واستقال إثر اتهامات بتحرش جنسي متعددة. بعد خسارته في التمهيدية أعلن كومو استمرار ترشحه في نوفمبر كمرشح مستقل، وبات المنافس الأبرز لمامداني في السباق العام.
– كورتيس سليوا: مرشح الحزب الجمهوري، ناشط محافظ معروف بنشاطه ضد الجريمة وشارك سابقاً في سباق 2021.

يقرأ  آراء قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدةحول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزةأخبار الأمم المتحدة

ماذا عن العمدة المنتهية ولايته إريك آدامز؟
آدامز كان ضمن السباق في البداية لكنه انسحب رسمياً أواخر سبتمبر بعد تراجع شعبيته وتورطه في سلسلة من الفضائح المرتبطة بفضائح فساد وتحوّل بعض التحقيقات إلى تداعيات فدرالية، بما في ذلك تحقيق بشأن مزاعم صفقة مصالح مع الحكومة التركية. في فيديو انسحابه قال إنه تعرّض لاتهامات “باطلة” وبرّر انسحابه بتأثير التغطية الإعلامية على قدرته على جمع التبرعات. لاحقاً غيّر انتماءه الحزبي إلى مستقل، وجاء تبرئة مؤقتة من بعض القضايا بعد تدخل وزارة العدل — في خطوة تعتبرها تقارير كثيرة ذات بُعد سياسي.

ماذا تقول است early الاستطلاعات؟
منذ انسحاب آدامز أظهرت أحدث الاستطلاعات تقدماً ملحوظاً لكومو لكنه لا يزال متأخراً بشكل واضح عن مامداني. استطلاع جامعة كوينيبياك بتاريخ 9 أكتوبر وضع مامداني في الصدارة بنسبة 46٪، يليه كومو بنسبة 33٪ وسليوا بحوالى 15٪. وتبدو القفزة في مؤشرات كومو بعد انسحاب آدامز واضحةً — إذ ارتفعت نسبته من نحو 23٪ في سبتمبر إلى ما هي عليه الآن — بينما تتباين التقديرات الأخرى التي تمنح مامداني تقدماً يتراوح بين نحو 14 و21 نقطة مئوية.

ماذا قال الرئيس ترامب؟
لترامب جذور طويلة في مدينة نيويورك وقد تصدّى بوضوح لانتقادات مامداني. هدد بقطع تمويل فيدرالي عن المدينة إذا فاز مامداني ووصفه مراراً بعبارات رنانة ومبالغ فيها، منها اتهاماته له بـ”الشيوعية” رغم أن ذلك وصف غير دقيق سياسياً. كلام ترامب وتصريحات أخرى تتضمن تهديدات بإجراءات فدرالية فرضت بعد ذلك التداول الإعلامي في أوساط الناخبين واحتلّت مكانة في مناقشات المناظرات المحتملة.

ما القضايا المتوقع نقاشها في المناظرة؟
رغم أن موضوعات المناظرة لا تُعلن مسبقاً، فمن المرجح أن تشمل مزيجاً من القضايا المحلية والوطنية:
– كيفية تعامل العمدة المقبل مع تهديدات أو سياسات اتحادية قد تُمارَس من إدارة ترامب، بما في ذلك إرسال قوات فيدرالية أو تقليص التمويل.
– ملفات معيشية محلية: كلفة المعيشة، السكن الميسور، تحسينات النقل العام.
– السياسة الخارجية وخصوصاً الحرب في غزة: هذا الملف بات محور اهتمام كبير داخل قواعد الحزب الديمقراطي. مامداني معروف بمناصرته لحقوق الفلسطينيين وانتقاده الشديد لعمليات إسرائيل في غزة، واصفاً إياها بـ”الإبادة” — موقف يحظى بتأييد شريحة من العلماء ومنظمات الحقوق ومن عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين. على الجانب الآخر، يوصف كومو بأنه مؤيد قوي لإسرائيل تاريخياً، بل تطوع سابقاً للدفاع عن شخصيات إسرائيلية في قضايا قانونية، لكنه في مقابلات أخيراً اتخذ نبرة أكثر اعتدالاً واعتبر العنف الممارَس “فظيعاً”. منذ ذلك الحين ساد هدوء هشّ مع دخول هدنة نسبية حيز التنفيذ.

يقرأ  دراسة: حسابات المراهقين على إنستغرام ما زالت تعرض محتوى يتعلق بالانتحار

خلاصة سريعة
المناظرات ستحرمُص على قدرة كل مرشح على حشد قواعده وتوسيع قاعدته الانتخابية لدى ناخبي نيويورك، إذ أن النتيجة في مدينة تميل ديمقراطياً قد تشكّل مؤشراً أوسع على تحولات داخل الحزب وعلى المناخ السياسي الوطني، لا سيّما في ما يتعلق بمواقف الولايات المتحدة من النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي وسياسات التمويل الفدرالي.

أضف تعليق