شروط اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية تُعاد التفاوض عليها عام 2026 في ظل ظلال سياسات الرسوم الجمركية الأميركية
نُشر في 22 ديسمبر 2025
أعلنت كندا تعيين مارك ويسمان، التنفيذي السابق في شركة بلاك روك، سفيراً جديداً لدى الولاياتالمتحدة لدور من المتوقع أن يهيمن عليه التفاوض على قضايا التجارة والتعريفات الجمركية.
قال رئيس الوزراء مارك كارني في بيان يوم الإثنين إن ويسمان سيكون مسؤولا محوريا عن إدارة العلاقات مع واشنطن، التي شهدت توتّراً متزايداً بعد فرض إدارة دونالد ترامب رسوماً جمركية أثارت سخطاً واسعاً. وأضاف كارني أن ويسمان سيُسهم في دفع الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك تأمين الحدود وتعزيز آفاق التجارة والاستثمار.
شهدت العلاقات بعض الاستقرار بعد أن شنّت الولايات المتحدة حرباً تجارية استهدفت بضائع كندية، وهو ما اعتُبر من قبل كثيرين عملاً عدائياً ضد حليف قديم. استهدفت إدارة ترامب كندا بجولات متعاقبة من الرسوم، من بينها قرار بفرض رسم شامل بنسبة 25% بذريعة إخفاق كندا في احتواء تدفقات الهجرة والفنتانيل، رغم بيانات تظهر أن جزءاً ضئيلاً جداً من مخدر الفنتانيل المهرب إلى الولايات المتحدة يعبر الحدود الكندية‑الأميركية.
كما فرضت واشنطن رسوماً واسعة على واردات السيارات والصلب والألمنيوم، وهي إجراءات أثّرت بشكل غير متناسب على الاقتصاد الكندي. في آب/أغسطس توصل ترامب وكارني ـــ الذي انتُخب على برنامج يتبنى موقفاً صارماً أمام التهديدات الأميركية ـــ إلى اتفاقات لتراجع جزء من تلك الإجراءات، لكن صفقة أوسع وأكثر شمولية ظلت بعيدة المنال.
أثار ترامب غضباً إضافياً بتكراره القول إن كندا ينبغي أن تصبح الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وهو اقتراح رفضه كارني بشدة.
ومن المتوقع أن تعاود هذه التوترات الظهور خلال الأشهر المقبلة مع انطلاق المفاوضات لإعادة تحديد بنود اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، المقرر بحثها في عام 2026. من المقرر أن يبدأ المسؤولون الكنديون محادثات مع نظرائهم الأميركيين منتصف يناير حول بنود الاتفاقية، التي تمنح حالياً إعفاءات لعدد من السلع الرئيسة التي قد تُعاد فرض تعريفات عليها في ظل سياسات ترامب.
تُعد كندا الوجهة التصديرية الأولى لـ36 ولاية أميركية، ويعبر الحدود يومياً ما يقرب من 2.7 مليار دولار من السلع والخدمات. واختتم كارني ملاحظاته مُتحفّظاً على مستقبل العلاقات التجارية مع واشنطن قائلاً إن كندا ستحمي مصالحها الاقتصادية لكنها لا تملك السيطرة الكاملة على سياسات الولاياتالمتحدة.