صرح رئيس وزراء كندأ، مارك كارني، يوم الجمعة أن بلاده ستتراجع عن جزء من الرسوم الانتقامية التي فرضتها على بضائع أمريكية بقيمة مليارات الدولارات، مع الاحتفاظ برسوم على قطاع السيارات والصلب والألومنيوم.
وجاء الإعلان بعد يوم من المحادثة الهاتفية الأولى بينه وبين الرئيس دونالد ترامب منذ أن أخفقت الدولتان في الوفاء بالموعد الذي حدّدتهما ذاتياً للتوصل إلى اتفاق تجاري.
كانت كندا قد فرضت رسوماً بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة تقارب 30 مليار دولار كندي، شملت طيفاً واسعاً من المنتجات مثل عصير البرتقال والغسالات.
وجاءت هذه الزيادة الضريبية رداً على تعريفات الولايات المتحدة، التي تبلغ وفق تقييم أغسطس نسبة 35% على كل السلع غير المتوافقة مع اتفاقية التجارة الحرة القائمة بين البلدين.
أوضح كارني أن كندا ستضاهي الولايات المتحدة بتعليق تعريفاتها على السلع التي تستوفي متطلبات اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، معتبراً أن ذلك سيعيد “التجارة الحرة لغالبية ساحقة” من السلع المتبادلة بين البلدين.
وأضاف أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر.
ورحبت البيت الأبيض، في بيان نقلته شريكتها الإخبارية في الولايات المتحدة CBS، بخطوة كندا ووصفتها بأنها “متأخرة منذ زمن”، معرباً عن تطلعه لمواصلة المناقشات مع جارته الشمالية بشأن التجارة والأمن القومي.
تجدر الإشارة إلى أن كندا واحدة من دول عدة فرضت عليها الولايات المتحدة تعريفات كجزء من استراتيجية ترامب التجارية العالمية، لكنها من بين دولتين فقط —إلى جانب الصين— التي ردّت بفرض رسوم انتقامية على السلع الأمريكية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الكنديين تؤيد الرسوم الانتقامية ضد الولايات المتحدة.
يُذكر أن كارني، الذي انتُخب في الانتخابات العامة في أبريل، تبنّى حملة تفاوضية حازمة تحت شعار “المرفقين مرفوعان” في إشارة إلى مصطلح شائع في هوكي الجليد.
وعندما سئل من قبل الصحفيين عمّا إذا كانت كندا تليّن موقفها، جادل كارني بأن اتفاقية التجارة الحرة تمنح بلاده معاملة تعرفة أفضل مع الولايات المتحدة مقارنةً بدول كثيرة أخرى، بفضل الاستثناءات المندرجة في الاتفاق.
وبناءً على ذلك، يبلغ معدل التعرفة الفعلي على السلع الكندية نحو 5.6%، وهو أدنى بكثير من المتوسط البالغ نحو 16% للدول الأخرى، كما قال.
وما زال تركيز كندا الآن، بحسب كارني، منصباً على تسريع المفاوضات بشأن قطاع السيارات والصلب والألومنيوم والأخشاب وقطاعات أخرى ذات أهمية، تمهيداً للمراجعة المقررة لاتفاقية USMCA في العام المقبل.
من جانبها، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم —باستثناء الواردات من المملكة المتحدة— وكذلك على واردات النحاس، كما فرضت رسوماً بنسبة 25% على بعض واردات الألومنيوم.
أما كندا فقد ظلت تفرض رسوماً بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات الأمريكية، وستبقى هذه الرسوم سارية في الوقت الراهن حسب تصريحات كارني.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أطلق ترامب حرباً تجارية عالمية بزيادة أو فرض تعريفات على سلع من أنحاء متفرقة من العالم، ملوِّحاً بمزيد من الزيادات بينما يسعى للتفاوض على صفقات تجارية يراها مُرجِحة للولايات المتحدة.