سارة مولالي تُعين أول إمرأة في منصب مطران كانتربري
أُعلن في 3 أكتوبر 2025 عن تسمية سارة مولالي لتتولى منصب رئيس أساقفة كانتربري، لتصبح أول امرأة تشغل أعلى منصب في كنيسة إنجلترا. تبلغ مولالي 63 عاماً، وستصبح الزعيمة الروحية لحوالى 85 مليون أنجليكاني حول العالم، في وقت لا تزال فيه الجماعة الأنجليكانية منقسمة بشأن قضايا جوهرية، من بينها دور النساء في الكهنوت وقبول الأزواج من نفس الجنس.
تأتي هذه الخطوة بعد استقالة جاستن ويلبي العام الماضي على خلفية فضيحة التستر على اعتداءات جنسية على قاصرين. وخاطبت مولالي المصلين للمرة الأولى في كاتدرائية كانتربري يوم الجمعة، مركزةً على دعوتها الأولى التي رأتها على أنها متابعة رسالة المسيح ونشرها، وفي الوقت ذاته تناولت ملفات وطنية منها قضايا الهجرة والهجوم الدامي على كنيس في مانشستر الذي أودى بحياة شخصين.
وقالت مولالي: «نشهد كراهاً يتصاعد عبر شقوق مجتمعاتنا. أعلم أن الإله القريب من المعانين يقترب منهم. ومن ثم، علينا ككنيسة أن نقف مع المجتمع اليهودي في مواجهة معاداة السامية بكل أشكالها. لا يجوز أن يسمح الكراهية أو العنصرية بأن تمزقنا».
إعلان تعيين مولالي قوبل بانتقادات من دوائر أنجيكانية محافظة في أفريقيا بسبب جنسها. واتهمت شبكة مؤتمر المستقبل الأنجليكاني العالمي (GAFCON)، التي تضم أساقفة من نيجيريا و رواندا وأوغندا، القرار بأنه سيعمّق الانقسام داخل الكنيسة لأن مولالي «تروّج لتعاليم غير كتابية ومراجعات في مسائل الزواج والأخلاق الجنسية». وصرّح القس لوران مباندا باسم المجموعة بأن «الغالبية داخل الجماعة الأنجليكانية لا تزال ترى أن الكتاب المقدس يُلزم أسقفية يقتصر شغلها على الرجال».
كما دعت الجناح الإنجليزي الإنجيلي لوقف ما وصفه بانجراف بعيد عن نصوص الكتاب المقدس. من جهتها، كانت مولالي — التي تشغل منصب أسقفة لندن منذ 2018 — قد دافعت سابقاً عن منح بركات للأزواج من نفس الجنس، وهو موقف أثار جدلاً داخلياً.
تلقى تعيينها تهاني من الفاتيكان، ووافق الملك تشارلز الثالث على ترشيحها ووجّه إليها تهانيه أيضاً. من المقرر أن تُقام مراسم تنصيبها رسمياً في كاتدرائية كانتربري في يناير 2026.