كُشِفَ للمرة الأولى عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات من طراز هواسونغ-20 خلال عرض عسكري أقيم بمناسبة الذكرى الثمانين لحزب العمال الكوري الحاكم في بيونغ يانغ.
نُشِر في 11 أكتوبر 2025
أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) أن العرض، الذي ترأسه الزعيم كيم جونغ أون، تضمن عرضًا لأحدث منظومات الأسلحة في البلاد، من صواريخ كروز استراتيجية بعيدة المدى إلى منصات إطلاق للطائرات من دون طيار، إلا أن الصاروخ هواسونغ-20 حظي بقدر استثنائي من الاهتمام، ووصفتَه الوكالة بأنه «أقوى منظومة نووية استراتيجية عسكرية» لدى كوريا الشمالية.
ظهر الصاروخ مركبًا على منصة إطلاق متنقلة ذات 11 محورًا في عرضه الأول، وقد اكتُشِف وجوده فعليًا في الأسابيع الأخيرة عقب تجارب أجرتها بيونغ يانغ على محرك صاروخي جديد يعمل بالوقود الصلب قيل إنه مخصّص لجيل مستقبلي من الصواريخ العابرة للقارات. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى أن المحرك المُصنّع بألياف الكربون قادر على إنتاج دفع يصل إلى 1,971 كيلو نيوتن، وهو مقدار يفوق قدرة المحرّكات الصاروخية السابقة في البلاد.
وصفَ أنكيت باندا من معهد كارنيغي للسلام الدولي هواسونغ-20 بأنها تمثل، في هذه المرحلة، قمة طموحات كوريا الشمالية في قُدَرَات توصيل نووي بعيدة المدى، وأشار إلى أنه «من المتوقع أن تُجرَّب المنظومة قبل نهاية هذا العام».
من جهةٍ فنية، منح سلسلة صواريخ هواسونغ بيونغ يانغ قدرة على استهداف أهداف بعيدة المدى، إلا أن تساؤلات لا تزال تحوم حول مدى تطور أنظمة التوجيه لديها وقدرة رؤوسها الحربية على الصمود أمام ظروف العودة الغلافية. ويعتقد خبراء أن هواسونغ-20 قد صُمِّم لحمل رؤوسٍ حربية متعددة، وهو ما طالب كيم بتطويره لتمنح ترسانته فرصة أفضل لاختراق دفاعات العدو.
قال باندا إن «المنظومة مُرجَّح أن تكون مصممة لتوصيل رؤوسٍ حربية متعددة»، مضيفًا أن تعدد الرؤوس سيزيد من الضغوط على أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية الحالية ويعزّز ما يراه كيم ضرورةً لتحقيق أثر رادع فعّال تجاه واشنطن.
بعد العرض، ألقى كيم خطابًا وصف فيه كوريا الشمالية بأنها «عضو مخلص في القوى الاشتراكية» و«حصن منيع للاستقلال» في مواجهة تهديد الهيمنة الغربية، وقال: «اليوم نقف أمام العالم كشعب عظيم لا عائق أمامه ولا إنجاز كبير يعجزنا عن تحقيقه».
حضَر الاحتفال عدد من كبار الضيوف الأجانب بينهم دميتري ميدفيدف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي وحليف بارز للرئيس فلاديمير بوتين. وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن ميدفيدف أعرب عن شكر روسيا لكوريا الشمالية على دعمها للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، قائلاً إن «طبيعة العلاقات بين الشعوب والدول تتجلّى في أوقات المحن»، وأن هذا ينطبق كاملًا على التحالف بين البلدين. وأضاف أن الجنود وقفوا كتفًا بكتف لتحرير منطقة كورسك، وأن هذا العمل سيبقى خالدًا في قلوبهم.
من جانبِه، أعرب كيم لميدفيدف عن أمله في تعزيز التعاون مع روسيا والانخراط في تبادلات متنوعة لتحقيق أهداف مشتركة، بحسب تقارير KCNA.