كوريا زينك تعلن مشروع مصهر بقيمة 7.4 مليار دولار بتمويل أمريكي واسع
أعلنت شركة كوريا زينك، أكبر مصهر للزنك في العالم، عن مشروع إنشاء مصهر بقيمة 7.4 مليار دولار سيُموَّل في معظمه من مؤسسات وحكومة الولاات المتحدة، في إطار جهود واشنطن لتقليل اعتمادها على الصين في سلاسل إمداد المعادن الاستراتيجية.
بموجب الخطة التي أعلنت عنها الشركة يوم الإثنين، ستطرح كوريا زينك أسهماً جديدة بقيمة 1.9 مليار دولار لصالح مشروع مشترك تسيطر عليه الحكومة الأمريكية ومستثمرون استراتيجيون مقيمون في الولايات المتحدة، ما سيمنح هذه الأطراف حصة تقارب 10% من الشركة الكورية.
أفادت الشركة أن وزارة الدفاع الأمريكية ستمتلك 40% من المشروع المشترك، بينما ستقلّ حصة كوريا زينك عن 10%. وسيتم تأمين باقي التمويل، البالغ نحو 5.5 مليار دولار، عبر قروض بقيمة 4.7 مليار دولار من جهات حكومية ومالية أمريكية، بالإضافة إلى منح بقيمة 210 مليون دولار من وزارة التجارة بموجب قانون الرقائق والعلوم (CHIPS and Science Act).
أدى الإعلان إلى ارتفاع حاد في أسهم الشركة في بورصة كوريا الجنوبية، حيث قفزت حتى 26% خلال تداولات يوم الإثنين قبل أن تتراجع وتغلق بارتفاع 4.9%.
وبدءاً في تنفيذ المشروع، تعتزم كوريا زينك شراء مجمّعين للتعدين والمصهر الأمريكي الوحيد للزنك في كلاركسفيل بولاية تينيسي، الذي يعمل منذ عام 1978، من شركة ترافجورا Nyrstar، قبل بناء منشأة متكاملة في الولاية. وقالت نيرستار إن إتمام صفقة بيع أصولها الأمريكية إلى كوريا زينك متوقع خلال النصف الأول من 2026.
أثار هذا الترتيب انتقادات من كبار المساهمين في كوريا زينك، الذين يسعون لإزاحة رئيس مجلس الإدارة، معتبرين أن الاستثمار الأمريكي المخطط له يهدف أساساً إلى ترسيخ هيمنة الإدارة الحالية على الشركة.
أول مصهر زنك أمريكي منذ السبعينيات
تأتي الصفقة لبناء أول مصهر زنك أمريكي منذ عقود في ظل حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب لتأمين سلاسل إمداد المعادن الحرجة وتقليل الاعتماد على الصين. كما اتفقت كوريا زينك هذا العام على التعاون مع شركة التعدين البحري The Metals Company لمعالجة العقيدات متعددة المعادن من قاع المحيط، فيما سبق أن طلبت الشركة من إدارة ترامب إصدار تصريح دولي للتنقيب في قيعان البحار.
وسّعت الإدارة الأمريكية قائمة المعادن الحرجة لتشمل النحاس، الفحم المعدني، اليورانيوم، الفوسفات، البوتاس، الرينيوم، السيليكون والفضة. ونقلت رويترز عن مصادر هذا الشهر أن الجيش الأمريكي يعتزم تطوير أسطول من المصافي الصغيرة لإنتاج معادن حرجة تُستخدم في تصنيع الذخائر والدروع وأنواع أخرى من الأسلحة.
في أكتوبر، اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على صفقة تجارية خفّضت تعريفات فرضتها إدارة ترامب هذا العام، وتعهّدت سيول باستثمار 350 مليار دولار في قطاعات أمريكية استراتيجية.
المنشأة المتكاملة الجديدة ستتيح إنتاج 540,000 طن سنوياً من المعادن غير الحديدية الرئيسية، منها 300,000 طن من الزنك، و35,000 طن من النحاس، و200,000 طن من الرصاص، وحوالى 5,100 طن من المعادن الأرضية النادرة. من المتوقع أن تبدأ عمليات الموقع في تينيسي بالتشغيل التجاري على مراحل ابتداءً من 2029.
قالت كوريا زينك إن المصنع سيعالج مخاطر توسيع تعطّل سلاسل الإمداد العالمية والطلب المتزايد على المعادن غير الحديدية والمعادن الاستراتيجية في الولايات المتحدة.
الردود الرسمية لم ترد على الفور من البيت الأبيض ووزارتي التجارة والدفاع عند طلب التعقيب. وفي سياق منفصل، صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض خلال مؤتمر عن المعادن الحرجة أن إدارة ترامب تخطط لمزيد من “الصفقات التاريخية” مع قطاع التعدين الأمريكي.
مواجهة من المساهمين الكبار
أعلنت مجموعة يونغ بونغ، التي تملك مع شركة الأسهم الخاصة MBK Partners ما يقارب 50% من أسهم التصويت في كوريا زينك، أنها ستقدم طعناً قضائياً لعرقلة خطة إصدار الأسهم الجديدة. ورأت المجموعة أنه من النادر أن تملك الحكومة الأمريكية حصة في شركة أجنبية، وأن إدارة كوريا زينك تسعى عبر هذه الصفقة لاستجلاب “فارس أبيض” يبقي رئيس مجلس الإدارة يون بي تشوي في موقعه.
تُهيمن الصين حالياً على إمدادات العديد من المعادن الحرجة عالمياً، مثل الأنتيمون والجرمانيوم المستخدمين في معدات الاتصالات والشرائح والتكنولوجيا العسكرية. وكانت بكين قد حظرت صادرات بعض هذه المعادن إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2024 عقب تشديد واشنطن قيودها على قطاع الشرائح الصيني، قبل أن يُعلَن تعليق الحظر منذ نوفمبر.