كولومبيا تصفها بـ«ضربة تاريخية» بعد أكبر ضبط للكوكايين خلال عقد

مصادرة قياسية: ضبط 14 طناً من الكوكايين في ميناء بويناڤنتورا

أعلنت السلطات الكولومبية عن أكبر عملية ضبط لكوكايين خلال عقد من الزمن، بعد مصادرة نحو 14 طناً في ميناء بويناڤنتورا على المحيط الهادي، فيما يواصل الرئيس غوستافو بيترو دحض اتهامات إدارة ترامب وادعاءات مشاركته في تجارة المخدرات.

قاعدة العملية والتفاصيل
رحّبت وزارة الدفاع الكولومبية بـ«الضربة التاريخية» التي وُجهت إلى مهربي المخدرات، مشيرة إلى أنها عثرت على عشرات الأكياس وزن كل منها 50 كيلوجراماً داخل مستودع في الميناء الجنوبي الغربي — وهو نقطة انطلاق استراتيجية لشحنات الكوكايين الكولومبية. وأوضحت الوزارة أن المخدر كان مخفياً عبر خلطه بالجبس، وأن الحاوية كانت متجهة إلى هولندا. وأضافت أن المصادرة حالت دون تداول نحو 35 مليون جرعة من الكوكايين وأحدثت تأثيراً مالياً على تلك الشبكات بأكثر من 388.9 مليون دولار.

رد فعل البيترو
أكد الرئيس بيترو المصادرة في تدوينة على منصة X، واصفاً إياها بأنها الأكبر من نوعها التي تنفذها الشرطة الكولومبية «في العقد الأخير»، ونشر فيديو لعمليات دهم شارك فيها رجال أمن وكلاب مدرّبة داخل مرفأ بويناڤنتورا. ولفت إلى أن العملية جرت «دون وقوع قتلى».

تنبيه (تغريدة مترجمة)
«تنبيه! أكبر مصادرة من قبل شرطة كولومبيا في العقد الأخير. 14 طناً من الكوكايين مُصادرة دون سقوط قتيل واحد في ميناء بويناڤنتورا.»

الضغط من واشنطن
تأتي هذه المصادرة فيما كثفت إدارة ترامب الضغوط على بوغوتا خلال الأشهر الأخيرة، معتبرة سياسات البلد لمكافحة المخدرات غير كافية ومهددة بإخراج كولومبيا من قائمة الحلفاء في حربها على المخدرات. في أكتوبر فرضت وزارة الخزانة عقوبات على الرئيس بيترو وعلى زوجته فيرونيكا ديل سوكورّو ألسوسير غارسيا، وعلى ابنه نيكولاس فرناندو بيترو بورغوس، ووزير الداخلية أرماندو ألفريدو بينيدتي، بزعم تورطهم في تجارة مخدرات عالمية. قال سكوت بيسنت، وزير الخزانة، إن بيترو «سمح ازدهار عصابات المخدرات ورفض إيقاف هذا النشاط»، وأضاف أن إنتاج الكوكايين في كولومبيا «قفز إلى أعلى مستوى منذ عقود، ما أغرق الولايات المتحدة وسمّم المواطنين».

يقرأ  تُشير تقارير إلى مقتل سبعة أشخاص بعد استهداف إسرائيل لمتحدثٍ باسم حماس في مدينة غزة

ردّ البيترو على الاتهامات
أمر بيترو وحدة المعلومات المالية للكشف علناً عن سجلاته المصرفية في محاولة لنفي أي روابط مع تهريب المخدرات. وسأل في تدوينة: «أليس مقلقاً أن حساباتي المصرفية وتحركاتي المالية تنقض تقييم الرئيس ترامب لرئيس انتخبه الكولومبيون ديمقراطياً؟» كما انتقد بيترو استراتيجية ترامب لمكافحة المخدرات، وندد بـ«القصف المتكرر» الذي شنّته إدارته على قوارب يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات في الكاريبي والمحيط الهادي الشرقي منذ سبتمبر، واعتبره «إعدامات خارج نطاق القضاء». من جانبها تعرض الإدارة الأميركية أعمالها العسكرية، بما في ذلك الانتشار البحري المتزايد في المنطقة، على أنها محاولة لوقف تدفقات المخدرات غير المشروعة، فيما تندد فنزويلا بها بوصفها ذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وتثير مخاوف من تحضير قوات أميركية لعمل عسكري محتمل.

تحول بوليفيا نحو المحافظين
بينما تبدو كولومبيا وفنزويلا على مسار تصادمي مع واشنطن، تشهد علاقات الولايات المتحدة مع بوليفيا بوادر تحسّن مع تنصيب حكومة محافظة جديدة بعد عقدين من الحكم اليساري. وقال رئيس جديد لشؤون مكافحة المخدرات إرنستو جوستينيانو لوكالة فرانس برس إن وكالة الدارة لمكافحة المخدرات الأميركية (DEA)، التي طُردت في عهد الرئيس اليساري السابق إيفو موراليس عام 2008، ستُوجه لها دعوة للعودة لتعزيز جهود الحكومة المحافظة الجديدة في مواجهة الكوكايين. وأضاف جوستينيانو — ضمن إدارة الرئيس رودريغو باز الذي تولى السلطة في 8 نوفمبر كقيادي مؤيد للأعمال من الحزب الديمقراطي المسيحي وسط-يمين — أن هناك «التزاماً سياسياً» لإعادة الوكالة إلى بوليفيا، مشيراً إلى أن إنتاج الكوكايين خرج عن السيطرة.

أهمية التعاون الدولي
قال جوستينيانو: «لن نكون بعد الآن بلداً معزولاً، بل بلد لا يركّز على نفسه فقط لأسباب سياسية»، مؤكداً أن «التعاون الدولي أمر أساسي» لمكافحة تجار المخدرات. ويهدف رودريغو باز إلى إحداث تحول سياسي واقتصادي واجتماعي ودبلوماسي حادّ عن سياسات القادة اليساريين الذين حكموا بوليفيا خلال العقود الماضية.

يقرأ  خسائر الكوارث الطبيعية المؤمن عليها في ألمانيا أدنى من المتوسط خلال النصف الأول

أضف تعليق