كيم جونغ أون يشارك بوتين وعدد من القادة في استعراض عسكري بالصين

لورا بيكر — مراسلة شؤون الصين
جين ماكنزي — مراسلة من سول

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون سيشارك في عرض عسكري كبير في بكين الأسبوع المقبل إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلنت بكين، في زيارة تُعدّ علامة فارقة على الصعيد الدبلوماسي.

تأتي هذه التطورات بعد أيام من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رغبته لقاء كيم، الذي نادراً ما يقوم بزيارات خارجية، وفي وقت تحاول فيه إدارة البيت الأبيض التوسط للتوصل إلى تسوية توقف الحرب في أوكرانيا.

سيُقام عرض “يوم النصر” الصيني في الثالث من سبتمبر إحياءً للذكرى الثمانين لاستسلام اليابان الرسمي في الحرب العالمية الثانية ونهاية الصراع. وتحوّل هذا الحدث إلى نصر دبلوماسي مهم للقائد الصيني شي جين بينغ، الذي يروّج لرؤية عالمية جديدة تقودها بكين.

من المتوقع أن يحضر بوتين وكيم إلى جانب نحو 26 رئيس دولة آخرين العرض، وهي أول مشاركة لزعيم كوري شمالي في عرض عسكري صيني منذ عام 1959. وعلى الأرجح ستعرض الصين أحدث أسلحتها، بما في ذلك مئات الطائرات والدبابات وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وسيكون هذا أول استعراض كامل لبنية قوتها العسكرية الجديدة.

سيشهد الحدث، الذي جُهّز له بإحكام، مسيرة لعشرات آلاف الأفراد العسكريين في تشكيلات خلال ميدان تيانانمن التاريخي، بمشاركة وحدات من 45 رتبة عسكرية وصحبة محاربين قدامى. ومن المتوقع أن يستغرق العرض نحو سبعين دقيقة تحت إشراف شي، وسيكون محط متابعة دقيقة من المحللين والقوى الغربية.

في مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الصينية يوم الخميس، أشادت بكين — إحدى أقرب حلفاء بيونغ يانغ — بجارتها لإبقاء “الصداقة التقليدية” الممتدة لعقود، وقالت إن البلدين سيواصلان التعاون من أجل “السلام والاستقرار الإقليميين”. أعلَنّت البيان بهذه الصيغة.

يقرأ  شركة بيبول إنك تبيع تمثال «بلانتوار» من عمل أولدنبورغ وفان بروغن

تُعدُّ مشاركة كيم تصعيداً مقارنة بعرض يوم النصر السابق في 2015، حين أرسلت بيونغ يانغ أحد كبار مسؤولّيها تشوي ريونغ-هاي. ومشاركة كيم إلى جانب بوتين وشي هذا العام تتجاوز مجرد لقطة تصويرية؛ فهي تحمل إشارات ثقل ونفوذ إقليمي رغم حدود هذا التأثير.

تأتي الزيارة المفاجئة في وقت يسعى فيه ترامب للتوصل إلى اتفاق مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية، ما يتيح لشي أن يبرز قدرته — وإن كانت محدودة — على التأثير في بوتين وكيم معاً. كما تسبق هذه الخطوة بأسابيع احتمال زيارة مرتقبة لترامب إلى آسيا، أشار البيت الأبيض إليها من دون تأكيد، مع تلميح إلى انفتاح الرئيس الأمريكي على لقاء شي لتصفية قضايا تجارية مثل الرسوم الجمركية.

يسمح لقاء الأسبوع المقبل لشي بالخروج إلى أي قمة مقبلة مع ترامب وهو مثقّل بمعلومات مباشرة من بوتين وكيم، ما يعزز وضعه التفاوضي.

لم يزر كيم بكين منذ ست سنوات تقريباً؛ فقد حضر آخر مرة في 2019 لذكرى سبعين سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما قام بثلاث زيارات لبكين في 2018، وهي سنة استثنائية في تنقّلاته الخارجية بالنظر لقلّته عادةً.

تجري الاستعدادات حالياً للعرض، لكنّ معظم القادة الغربيين يُستبعد حضورهم بسبب معارضتهم لغزو روسيا لأوكرانيا وما أعقبه من عقوبات على نظام بوتين. وبالمقابل، لم تنتقد بكين الحرب الروسية علناً، وقد اتُهمت من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بمساعدة موسكو — اتهامات تنفيها بكين. أما بيونغ يانغ فقادمت على تزويد روسيا بالأسلحة وبعض القوات خلال الغزو.

قضية أخرى مطروحة هي ما إذا كان الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ سيحضر العرض، ما قد يوفر أول لقاء بين قادة الكوريتين منذ تدهور العلاقات في 2019. دعيت سيول مبدئياً لكن مكتب الرئيس لم يؤكد حضور لي؛ وبدلاً من ذلك وافقت سيول على إرسال رئيس البرلمان. لي، الذي انتخب في يونيو، عبّر مراراً عن رغبته في التحدث إلى كيم وبناء علاقات سلمية مع الشمال، وطالب ترامب بدور وساطة على شبه الجزيرة الكورية خلال لقائهما في المكتب البيضاوي. وفي المقابل، انتقدت بيونغ يانغ محاولات التقارب تلك ووصفت لي أمس عبر وكالة KCNA الرسمية بأنه “مهووس تصادمي”.

يقرأ  لماذا تستمر الفيضانات القاتلة في اجتياح باكستان؟

قد يقرب حضور لي إلى كيم جسدياً، لكنه يحمل مخاطرة كبيرة: أي تجاهل أو إهانة علنية من قِبل كيم أمام الحضور ستشكل إحراجاً كبيراً. كما قد ترغب سيول بتفادي المشاهد التي تُظهر رئيسها بقرب رؤساء روسيا وبلاروس وإيران.

قائمة الحضور تُجسّد صعود الصين وتحوّل علاقاتها الدولية. سيحضر رؤساء إندونيسيا ورئيس وزراء ماليزيا، ما يعكس سعي بكين الحثيث لتعزيز علاقاتها مع جنوب شرق آسيا، بينما سترسل دول أخرى ممثلين أقلّ رتبة مثل سنغافورة. كما سيحضر الحاكم العسكري لميانمار، الجنرال مين أونغ هلاينغ، الوافد دولياً منبوذاً والذي يعتمد اعتماداً كبيراً على التجارة والمساعدات الصينية.

من بين دول الاتحاد الأوروبي، هناك حضور محدود، إذ يشارك رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو كقائد واحد عن الاتحاد، في حين سترسل بلغاريا والمجر ممثلين. في الماضي، شارك قادة من دول مثل بولندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة بدرجات متفاوتة أو أرسلوا وفوداً برلمانية.

تقرير إضافي من إيان تانغ لجهة رصد بي بي سي.

أضف تعليق