لاري سامرز يعتذر بعد تسريب رسائل إلكترونية مرتبطة بجيفري إبستين — أخبار دونالد ترامب

لاري سامرز: إعتذر ويعلن تراجعه الجزئي عن الحياة العامة

قدّم لاري سامرز، الرئيس الأسبق لجامعة هارفارد، اعتذاراً علنياً وأعلن أنه سيقلّص ظهورَه والتزاماتِه العامة بعد نشر مراسلاته الإلكترونية مع الممول المدان جيفري إبستين. جاء التصريح في بيان نُشر عبر شبكة CBS، إذ قال سامرز إنه يشعر “بخزي عميق” ويُحمّل نفسه مسؤولية الاستمرار في التواصل مع إبستين، معبّراً عن رغبته في استعادة الثقة وإصلاح العلاقات مع الأقربين منه، مع الاستمرار في أداء واجباته التدريسية.

المراسلات التي أُفصح عنها كانت جزءاً من نحو 20 ألف صفحة من وثائق صادرة عن ميراث إبستين ونشرتها لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي، في وقت تستمر فيه الأسئلة حول علاقة إبستين السابقة بشخصيات نافذة، من بينها الرئيس دونالد ترامب. توفي إبستين بانتحار في أغسطس 2019 أثناء انتظاره للمحاكمة بتهم الاتجار الجنسي، علماً بأنه كان قد أدين عام 2008 بتهم تتعلق بالدعارة وبالتحرش بقاصر، ونال حينها حكماً مخففاً قضى بمقتضاه 13 شهراً.

كانت علاقة إبستين بمجموعة واسعة من القادة العالميين والمشاهير، بمن فيهم سامرز، وثيقة قبل سقوطه، وتُظهر المراسلات المتبادلة بينه وبين سامرز، الممتدة من 2017 حتى 2019، نقاشات تتراوح بين سياسات خارجية أميركية وأحداث تخص رئاسة ترامب الأولى إلى موضوعات شخصية. في رسالة إلكترونية تعود إلى 2017، نصح سامرز إبستين بأن يبعد صديقه الملياردير توماس باراك الابن عن الأضواء الإعلامية بعد تحقيق لصحيفة واشنطن بوست عن علاقته بترامب والمستشار السياسي بول مانافورت، مكتفياً بالقول إن “الربط العلني بمانافورت سيكون كارثة” ووصف الحالة بأنها “عرض فاضح [كلمة نابية]”.

في رسالة أخرى من ديسمبر 2018 طلب سامرز مساعدة إبستين في تأمين دعوة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وهو ما بدا أن إبستين رفضه. يعود لسامرز سجل طويل في العمل العام: شغل منصب وزير الخزانة في إدارة بيل كلينتون، وكان مستشاراً لباراك أوباما، وترأس جامعة هارفارد بين 2001 و2006 قبل أن يضطر إلى الاستقالة على خلفية تصريحاته التي ألمحت إلى اختلافات بيولوجية بين الجنسين في مجالات الرياضيات والعلوم.

يقرأ  الولايات المتحدة ترسل رحلة ترحيل أخرى إلى إسواتيني عبر «دولة ثالثة»— أخبار الهجرة

بعد تنحيه ظل سامرز أستاذاً دائمَة في هارفارد وشغل لاحقاً مناصب بارزة منها عضو مجلس إدارة في OpenAI وزميل أقدم متميّز في مركز التقدّم الأميركي، وفق تقارير إعلامية. لكن اتصالاته مع إبستين كشفت أيضاً عن استمراره في آراء قد تُعد متحيزة تجاه النساء؛ ففي رسالة من أكتوبر 2017 أشار إلى أنه “لاحظ أن نصف معدل الذكاء في العالم تملكه النساء” دون الإشارة إلى أنهن أكثر من 51% من السكان، وفي رسالة أخرى في ذروة حركة #MeToo بدا محبطاً من موجة الاستقالات بسبب سلوكيات جنسية وشخصية، متسائلاً بسخرية عن تناقضات التطبيق المعاملة.

تتضمن المراسلات كذلك مناقشة مُطوّلة لعلاقة مهنية وشخصية مع زميلة، وصفها سامرز بتعابير تجمع بين الإعجاب والامتعاض، وأشار إلى أنه يفضّل في الوقت الراهن إطار علاقة مرشدة اقتصادية أكثر منه علاقة رومانسية، مع تأكيده لاحقاً على ضرورة “فترة تهدئة” لتفادي تفاقم الوضع.

تكشف الوثائق، مجتمعة، عن تداخلات شخصية وسياسية واحتكاكات مع شبكات نفوذ واسعة، ما أثار ردود فعل وانتقادات دفعت سامرز في نهاية المطاف إلى إعلان تراجعه عن بعض الالتزامات العامة والعمل على استعادة ثقة من تأثروا بتصرفاته. هؤلا التصريحات والرسائل أجّجت نقاشاً أوسع حول حدود العلاقة بين الأكاديميين والممولين والشخصيات المثيرة للجدل.

أضف تعليق