«لا تنازل عن الأراضي» بعد محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة، يقول مسؤول روسي أخبار الحرب بين روسيا وأوكرانيا

قال مسؤول روسي إنّ «لم يتم التوصل إلى أي تسوية» بشأن القضية المحورية المتعلقة بسيطرة موسكو على الأراضي الأوكرانية لإنهاء الحرب، وذلك بعد محادثات جرت في موسكو بين كبار المسؤولين الأميركيين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التقى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، وزوج ابنة الرئيس، جاريد كوشنر، بوتين في العاصمة يوم الثلاثاء، في جهد تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى الوساطة لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

استمرت المباحثات ما يقرب من خمس ساعات وانتهت بعد منتصف الليل. وقال يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين الرفيع الذي حضر الاجتماع: «حتى الآن لم نعثر على تسوية، لكن بعض الحلول الأميركية قابلة للنقاش».

ورغم وصف أوشاكوف للمحادثة بأنها «مفيدة وبناءة للغاية»، أكد أن «هناك عملاً كثيرًا ينتظرنا في واشنطن وموسكو على حد سواء».

سافرت الوفد الأميركي إلى العاصمة لعرض خطة سلام حرصت واشنطن على تحديثها منذ تسريب مسودتها المكوّنة من 28 نقطة، التي تعرّضت لانتقادات شديدة من كييف وحلفائها بتهمة الانحياز لمصلحة موسكو.

واشنطن تقول إن الكرملين أدان المقترح المضاد الذي تقدمت به كييف وأوروبا، وبوتين عاد وأكد مرارًا أن تلك التصورات «غير مقبولة» لبلاده.

وقبل لقائه بالمسؤولين الأميركيين أطلق الزعيم الروسي تصريحات حادة في منتدى استثماري، زعم فيها أن بلاده «مستعدة للقتال ضد أوروبا».

وقال: «هم يقفون إلى جانب الحرب»، في إشارة إلى حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وأضاف: «نرى بوضوح أن كل هذه التغييرات تصب في هدف واحد فقط: عرقلة العملية السلمية برمتها، وفرض مطالب مستحيلة وغير مقبولة لدى روسيا».

وأضاف بوتين، الذي يبلغ من العمر 73 عامًا، أن روسيا ستصعّد هجماتها على المرافئ والسفن الأوكرانية، وكذلك على الناقلات التي تدعم كييف، وذلك رداً على هجمات استهدفت سفنًا تنقل نفطًا روسيًا قبالة سواحل تركيا.

يقرأ  بام بوندي تتصادم مع منتقديها في جلسة استماع حاسمة بمجلس الشيوخ

اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المبعوث الاقتصادي كيريل دميترييف، والمساعد يوري أوشاكوف مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وزوج ابنة الرئيس الأميركي جاريد كوشنر في الكرملين بموسكو في الثاني من ديسمبر 2025.

ردًا على تصريحات بوتين، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيها إن من الواضح أن بوتين لا يرغب في انتهاء الحرب. وكتب سيبيها على مواقع التواصل الاجتماعي: «أمس قال إنه مستعد للقتال طيلة الشتاء. واليوم يهدد الموانئ وحرية الملاحة».

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة إلى أيرلندا إن بلاده تحتاج إلى «سلام كريم». وعندما سئل في فعالية في دبلن عما إذا كان يخشى أن تفقد الولايات المتحدة اهتمامها بعملية السلام، عبّر عن خشية من أن «يتعب حلفاء كييف».

وأوضح: «هدف روسيا أن تسحب اهتمام أميركا من هذا الملف».

واعترف الرئيس ترامب بأن المفاوضات صعبة، قائلاً خلال اجتماع لمجلس الوزراء في واشنطن: «فريقنا موجود الآن في روسيا ليرى إن كنا نستطيع تسوية الأمر. ليست وضعية سهلة. يا لها من فوضى»، مشيرًا إلى أن الحرب تتسبب في عشرات الآلاف من الضحايا شهريًا.

قد يلتقي ويتكوف وكوشنر وفدًا أوكرانيًا في أقرب وقت يوم الأربعاء، وربما في بروكسل، بحسب ما صرّح به مسؤول كبير في كييف لوكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء ذلك مع إعلان روسيا أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك، ووصفها بأنها مدينة «ذات أهمية خاصة» في دونباس. ونفت كييف هذا التطور، واعتبرت أن موسكو تسعى لإضفاء انطباع أن تقدمها لا مفر منه.

وقال بوتين يوم الثلاثاء إن «من هذه القاعدة، من هذا القطاع، يمكن للجيش الروسي التقدّم بسهولة في أي اتجاه يراه الجيش العام الأكثر وعدًا».

تسيطر قوات موسكو على أكثر من 19 في المئة من مساحة أوكرانيا، بزيادة قدرها نقطة مئوية واحدة عن العام الماضي. وتقدمت القوات الروسية أسرع في 2025 مما كانت عليه في أي وقت منذ 2022، بحسب خرائط موالية لأوكرانيا نقلت عنها وكالة رويترز.

يقرأ  إيمافوف يطالب بلقب تشيمايف بعد فوزه في النزال الرئيسي ليو إف سي على بورالهو

وفي مسودة المقترح الأميركي المسرب سابقًا، شملت مطالب روسيا وضع سقف لحجم الجيش الأوكراني، والسيطرة على كامل منطقة الدونباس، والاعتراف بوجود القوات الروسية في منطقتي زابوريجيا وخيرسون.

وقالت كييف إن مثل هذه التنازلات تعادل «استسلامًا»، مؤكدًا أن حماية سلامة الأراضي الأوكرانية تبقى «التحدي الأكبر» في المفاوضات الجارية.

أضف تعليق