اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون اسرائيل بالرد على دعوته للتفاوض بتصعيد الضربات الجوية، آخرها استهداف راكب دراجة نارية في جنوب لبنان أسفر عن مقتله.
رغم وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تحافظ اسرائيل على تواجد لقواتها في خمسة مواقع جنوب لبنان وتتابع شن غارات شبه يومية، مخالفًةً اتفاق الهدنة مراراً. وتؤكد تل أبيب أن استهدافها يقتصر على مواقع حزب الله، غير أن المدنيين كانوا أيضاً من بين الضحايا.
قصص موصى بها
كان عون قد دعا إلى الانخراط في مفاوضات مع اسرائيل منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بعد وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أدت إلى تهدئة في غزة. وقال الجمعة: «لبنان مستعد للتفاوض لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكن أي تفاوض يتطلب إرادة متبادلة، وهذا غير متوفر حالياً».
أضاف خلال لقائه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن «اسرائيل ترد على خيار التفاوض بمزيد من الهجمات ضد لبنان وتصعيد التوترات»، مشدداً على أن على المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه الاعتداءات.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت رجلاً على دراجة نارية في قرية كونين يوم الجمعة، فيما أفادت وزارة الصحة العامة بوقوع قتيل وجريح. وادعت القوات الإسرائيلية أنّها «قَتلت ضابط صيانة تابع لحزب الله» كان يعمل على إعادة تفعيل بنى تحتية للمجموعة في الجنوب.
وفي هجوم منفصل استهدف صاروخ سقف مبنى في منطقة النبطية الجنوبية، ما أحدث انفجاراً مدوياً أثار هلع السكان، بحسب الوكالة، من دون أن ترد تقارير عن إصابات.
مواجهة «العدوان الإسرائيلي»
جاءت هذه الغارات بعد يوم من مقتل العامل البلدي إبراهيم سلامة في مداهمة ليلية نفذتها القوات الإسرائيلية في بلدة البليدا الحدودية. وأصدر عون تعليماته للجيش بمواجهة مثل هذه الاقتحامات «دفاعاً عن أرض لبنان وسلامة المواطنين»، مؤكداً أن «الغيرة الوطنية الحقيقية تعني السيادة والاستقلال والحرية، وعلى الجميع مسؤولية التصدي للاحتلال وفق اختصاص كل جهة».
ظلت القوات اللبنانية، على عكس حزب الله، إلى حد بعيد على هامش المواجهات مع اسرائيل، إلا أن عون، القائد العسكري السابق، بدا أنه نفد صبره من الواقع المفروض بالقوة.
دعا أمين عام حزب الله نעים قاسم في خطاب الجمعة الحكومة إلى التصدي للانتهاكات الإسرائيلية و«تحقيق السيادة الوطنية بطرد الاحتلال»، وطلب من السلطة وضع خطة لدعم الجيش كي يواجه ما وصفه بـ«الاعتداءات الإسرائيلية».
انطلقت ردود حزب الله عبر إطلاق نار عبر الحدود بعد اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أشعل صراعاً استمر أكثر من عام وتحوّل إلى حرب مفتوحة استمرت شهرين قبل التوصل لوقف إطلاق النار العام الماضي.
واصلت اسرائيل تنفيذ ضربات جوية في لبنان أودت بحياة عشرات الأشخاص، بينهم مدنيون وعاملون في الإسعاف وصحفيون، مع تكثيف الضربات في الأيام الأخيرة. وسجّلت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في أكتوبر، بينهم سوري واحد، وفق إحصاء رسمي.
من جهته قال المتحدث باسم لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن القوات الإسرائيلية قتلت 111 مدنياً في لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
طلب وزير الخارجية اللبناني يوسف رعدي من نظيره الألماني خلال زيارته يوم الجمعة «المساعدة في الضغط على اسرائيل لوقف هجماتها»، مشدداً على أن «الحل الدبلوماسي فقط، وليس الحل العسكري، هو ما يضمن الاستقرار ويعيد الهدوء إلى الجنوب». وأضاف أن «الحكومة اللبنانية مستمرة بتطبيق قرارها تدريجياً بوضع كل الأسلحة تحت سيطرة الدولة».
ضعف حزب الله خلال الحرب وطالبت الولايات المتحدة مراراً السلطات اللبنانية بخطة لتجريد الحزب من السلاح، وهو مطلب تحاربه بيروت وحليفتها، ما يعقّد مساعي فرض سلطة الدولة بالكامل على السلاح داخل البلاد.
