مسيرة تضامن في بنوم بنه — توضيح للادعاءات المضلِّلة
أظهر شريط فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهَد مئات الآلاف من المرات مسيرة أُطلق عليها اسم “مسيرة التضامن” في بنوم بنه، وذلك في سياق خلاف حدودي مع تايلاند. الفيديو لا يعكس احتجاجاً على الحكومة الكمبودية، كما زعمت منشورات مُضلِّلة، بل كان تظاهرة دعم للحكومة والقوات المنتشرة على الحدود بقيادة نائب رئيس الوزراء الكمبودي.
نُشر مقطع الفيديو بجودة أعلى على منصة تيك توك بتاريخ 18 يونيو، وحمل تعليقاً باللغة الخميرية مفاده: «خمير موحّد، خمير قوي». النسخة المعاد مشاركتها لاحقاً في أغسطس ضمنت وصفاً بالتايلندية زعَم فيه ناشروه أن عشرات الآلاف من الكمبويين أدركوا الحقيقة وأنهم يحتجون ضد القادة السابقين والحاليين، بما في ذلك هون سين وهون مانيت. المقطع الذي حاز أكثر من 330,000 مشاهدة يظهر حشداً كبيراً يمر عبر شوارع المدينة وهو يلوّح بالأعلام الوطنية وموسيقى قومية في الخلفية.
المزاعم المنشورة ادّعت أن المتظاهرين اتهموا الحكومة “بالتسبب في سقوط قتلى في الحرب مع تايلاند وإخفاء حقيقة جثث الجنود”. مع ذلك، التحقيق في أصل المقطع أظهر أنه توثيق لمسيرة مؤيدة للحكومة جرت في 18 يونيو، ونُشرت أيضاً فيديوهات مماثلة على صفحة اتحاد شبان كمبوديا ومصادر إعلامية موثوقة. تقارير صحفية أكدت أن عشرات الآلاف شاركوا في المسيرة دعماً للحكومة والقوات على الحدود.
ظهر الفيديو المتداول بعد أيام من اتفاقية وقف إطلاق نار دخلت حيز التنفيذ في 29 يوليو، إثر خمسة أيام من المعاارك الحدودية التي أودت بحياة ما لا يقل عن 43 شخصاً على الجانبين وأجبرت أكثر من 300,000 على الفرار من منازلهم. وبعد الهدنة، طالب نائب وزير الدفاع التايلاندي بالعثور على رفات الجنود المتوفين وإعادتها إلى ذويهم، واتهم مستخدمو التواصل الاجتماعي من البلدين بعضهم البعض بعدم استرداد الجثث.
أدلة التوثيق، بما في ذلك بحث عكسي للصور ومقارنات بين الإطارات، ربطت بوضوح بين المقطع المتداول والتقارير المصوَّرة للمسيرة الحكومية. كما أن تصريحات وسائل إعلام دولية ومحلية وصور الحشد في مواقع رسمية عزّزت حقيقة أن الحدث كان مسيرة تضامنية وليست احتجاجاً ضد السلطة.
خلفية التوترات الحدودية تضمنت إجراءات متبادلة مثل حظر المسلسلات التايلاندية على الشاشات الكمبودية، إغلاق نقطة حدودية شعبية، وتقليص عرض النطاق الترددي للإنترنت القادم من تايلاند. ويُذكر أن وكالة الأنباء “أ ف ب” قد تحقّقت سابقاً من سلسلة مزاعم ومعلومات مضلِّلة متعلقة بهذه المعاارك والجدل الحدودي.
الخلاصة: الفيديو المنتشر لم يصوِّر احتجاجاً مناهضاً للحكومة الكمبودية، بل كان توقيعاً إعلامياً لمسيرة دعم نظّمتها قيادات حكومية مؤيدة للقوات على الحدود. المعلومة المعكوسة التي ربطت المشهد بمظاهرات مناهضة للسلطة هي معلومات خاطئة تم ترويجها على نطاق واسع.
(ملاحظة: تم رصد اختلافات في صيغ بعض المشاركات وأوصافها عند إعادة النشر على منصات اجتماعية مختلفة، ما ساعد في تزايد التضليل ونشر التفسيرات غير الدقيقة للمشهد).