«للحرب قواعد» — الأمم المتحدة تطالب بإجراءات عاجلة لحماية أطفال فلسطين

نيويورك، الولايات المتحدة — بعد أن كادت تُقتل في يونيو خلال هجوم إسرائيلي على غزة، كتبت رشا، البالغة من العمر عشر سنوات، وصيتها الصغيرة وكأنها تستعد لرحيل محتمل.

«إذا صرت شهيدة أو مِتُّ، فلا تبكوا عليّ لأن دمعكم يؤلمني»، كتبت. «أتمنى أن تُعطى ثيابي لمن يحتاجها».

ثائر أحمد، طبيب فلسطيني أمريكي يتطوع في غزة منذ عامين، روى قصة رشا للدبلوماسيين يوم الأربعاء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال إن رشا طلبت في وصيتها أيضاً أن تُوزَّع بقية ممتلكاتها بين إخوتها، وأن لا يصدر من والديها صراخ مبالغ فيه على أخيها البالغ من العمر 11 عاماً.

قُتلت رشا في ضربة إسرائيلية أخرى بعد ذلك بثلاثة أشهر.

كانت قصتها واحدة من بين العديد من القصص التي سمعها الوفدون الذين اجتمعوا لتجديد دعمهم لتعهد أطلق عليه «نداء للعمل من أجل الأطفال الفلسطينيين في الضفة وغزة»، وهو تعهد تبنته أكثر من سبعين دولة. ومنذ أن صدر هذا النداء الذي يدعو إلى وضع حد لانتهاكات الأطفال في يونيو العام الماضي، قضت إسرائيل على آلاف الأطفال الفلسطينيين وأجبرت آلالاف (آلاف) أخرى على النزوح، وأصابت وآذَت وحرمت كثيرين من الغذاء.

«هذا العذاب ليس أمراً حتمياً. إنه نتيجة خيارات، وأفعال، وتراخٍ — والخيارات يمكن أن تتغير»، قال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو. وهاجم ضمنياً الادعاء الإسرائيلي بأن الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لا تسلّم المساعدات الإنسانية المتكدسة على أطراف غزة بينما يجتاح الجوع الفتاك الأراضي. «لا أوافق من يقول إن النظام الإنساني منهار»، أضاف. «ما يفتقده الأمر هو الوصول. إنه قرار متعمد بمنع الوصول. للحرب قواعد، وتبدأ تلك القواعد بالإنسانية. تجاهلها ليس مجرد خرق للقانون؛ بل خيانة لهويتنا».

يقرأ  تحول تيك توك نحو الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف مراجعي المحتوى في المملكة المتحدة

بحسب مسؤولين صحيين، قتلت إسرائيل أكثر من 20,000 طفل في غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. ومع تعمق الحصار الإسرائيلي وإعلان مجاعة في أجزاء من القطاع من قبل رصد معتمد من الأمم المتحدة، يبقى الأطفال الشريحة الأكثر عرضة للخطر.

حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن إسرائيل لن تكف عن فظائعها ما لم يتحد العالم لوضع حد للإفلات من العقاب. «لا نجمل الكلام: إسرائيل ترتكب إبادة في غزة. إنها تجوع 2.3 مليون فلسطيني»، قال. «في البقعة الخرِبَة التي صنعتها في غزة، حياة الأطفال الفلسطينيين روايات رعب».

من جهته، دعا كبير المسؤولين الإنسانيين في الامم المتحدة توم فليتشر إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتخفيف معاناة الأطفال الفلسطينيين، مشيراً إلى أنهم حُرِموا من كل الحقوق المحمية بموجب قوانين الحرب. «في غزة، تسببت القسوة في المجاعة، مبررة بالانتقام، ممكنة باللامبالاة، ومستمرة بالتواطؤ»، قال. «في غزة يُقتل طفل بمعدّل طفل كل ساعة تقريباً منذ ما يقرب من عامين… تُقصف الملاجئ وتحولت المدارس إلى مواقع رعب، مما حرم أكثر من 700,000 طفل من حقهم في التعليم».

شَدّد فليتشر على ضرورة وقف إطلاق النار والسماح لوصول المساعدات الإنسانية لأن الأطفال الفلسطينيين «لا يأكلون البيانات والتصريحات». ورغم أن التعهد لعام 2024 لحماية الأطفال الفلسطينيين لم يتضمّن إجراءات عقابية ضد إسرائيل، فإنه يمثل قائمة بالتزامات لتقديم المساعدات الإنسانية ورفض الانتهاكات، وقد حصل على تأييد دولي واسع شمل أستراليا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان.

في الفعالية، عرضت آبي ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام أمريكا، قائمة طلبات لحماية الأطفال تضمنت:
– تعليق صادرات الأسلحة التي قد تُسهِم في ارتكاب جرائم فظيعة،
– مراجعة وتعديل الاتفاقيات التجارية لضمان الامتثال للقانون الدولي،
– اعتماد إجراءات مالية وسياسية ودبلوماسية لمساءلة أولئك المتورطين وإنهاء الإفلات من العقاب.

يقرأ  العنصرية: ليست مجرد كراهية

«هذه ليست إجراءات راديكالية»، قالت ماكسمان. «إنها الحد الأدنى اللازم لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين، وهي أيضاً التزامات قانونية مؤكدة بقرارات وآراء استشارية وبالقانون الإنساني الدولي».

رغم إدانات عشرات الدول لفظائع إسرائيل وتجويعها القسري لغزة، قلائل من الدول فرضوا عقوبات على الحليف الأمريكي أو غيّروا جذرياً علاقاتهم به. وروى مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قصص لقاءاته بأطفال من غزة، من بينهم طفل في الثانية عشرة زار مقر الأمم المتحدة ضمن مبادرة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). عندما سأله منصور عما يريد أن يصبح، أجاب الطفل: «أريد أن أكون دبلوماسياً. أريد أن أستبدلك كسفير لدولة فلسطين».

قال المنصور إنه لا يعلم إن كان الأطفال الذين التقاهم لا زالوا أحياء. وأضاف وهو يطرق الطاولة برفق: «هذه هي قصص أطفالنا الجميلة. علينا أن ندافع عن الأحياء منهم. الذين فقدناهم، رحمهم الله. لا نستطيع إرجاعهم. لكن علينا أن نضاعف جهودنا لإنقاذ أرواح الأطفال الأحياء. لذلك نحن بحاجة لوقف إطلاق النار. نحتاجه الآن». لم تدرج أي نص للترجمة. رجاءا أرسل النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2، وسأقدمه لك مع بعض الأخطاء الطفيفة كما طلبت.

أضف تعليق