قوات بحرية أميركية تثير قلقاً في أميركا الجنوبية
نُشر في 8 سبتمبر 2025
انتقد رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا انتشار قوات بحرية أميركية في منطقة البحر الكاريبي، واعتبره مصدراً للتوتر قد يهدد السلم والإستقرار في المنطقة. وأعرب الزعيم الجنوب أميركي الاثنين عن قلقه إزاء تركز القوات الأميركية الذي يراه بعض المراقبين تمهيداً لاحتمال توجيه ضربة أو تدخل في فنزويلا.
«وجود القوات المسلحة لأكبر قوة عالمية في بحر الكاريبي عامل توتر»، قال لولا خلال افتتاح قمة بريكس الافتراضية.
تؤكد واشنطن أن وجود قواتها يهدف إلى محاربة تهريب المخدرات، لكن هذه الانتشارات صاحبتها أيضاً تصريحات وتهديدات أميركية ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تتهمه إدارة دونالد ترامب بصلات وثيقة مع شبكات تهريب المخدرات. ولم تقدّم الإدارة الأميركية أدلة قاطعة على هذه الاتهامات، وغالباً ما استندت إلى اتهامات مبهمة لربط قضايا غير جنائية بتدابير استثنائية داخلياً وخارجياً.
الأسبوع الماضي شنت الولايات المتحدة هجوماً قاتلاً غير مسبوق على ما وصفته قوى الولاية بقارب ينقل مخدرات من فنزويلا؛ وأسفر الهجوم عن مقتل 11 شخصاً. وصف محلّلون الضربة بأنها محتملةً غير قانونية، مع تعهد مسؤولين أميركيين بمواصلة عمليات مماثلة في المنطقة.
من جهته، اعتبر مادورو أن هذا التحشيد جزء من محاولات الإطاحة بحكومته، ودعا القوات المسلحة والمدنيين إلى الاستعداد لاحتمال وقوع هجوم.
قمة بريكس الافتراضية
في ظل سياسات إدارة ترامب العدوانية على ملفات مثل التجارة والهجرة ومكافحة المخدرات، اتجهت بعض الدول إلى تقوية علاقاتها مع قوى كبرى أخرى، لا سيما الصين. وخلال كلمة عبر الفيديو في قمة بريكس، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى مزيد من التعاون في مجالات التكنولوجيا والتمويل والتبادل التجاري، وقال إن «تقارب تعاون دول بريكس يزيد من ثقة دولها وخياراتها ويجلب نتائج فعّالة لمواجهة المخاطر والتحديات الخارجية».
وطالبت أيضاً دول مثل الهند—التي تعرضت مؤخراً لإجراءات جمركية أميركية صارمة—بمزيد من التنسيق. قال وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار إن العالم بحاجة إلى نهج بنّاء وتعاوني لتعزيز تجارة مستدامة، وأن رفع الحواجز وتعقيد التعاملات لن يساعد، كما أن ربط تدابير تجارية بقضايا غير تجارية أمر مَرفوض.
جاءت القمة الافتراضية بعد أسبوع من اجتماع قادة من الصين وروسيا والهند ودول أوراسية أخرى في تيانجن، حيث عرضوا رؤية لنظام دولي جديد في ظل اتساع الخلافات بين بعض الشركاء والولايات المتحدة.