لولا يندد بقرار واشنطن سحب تأشيرة وزير العدل البرازيلي

أعلن الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أن عضوًا آخر في حكومه البرازيل أُسحب منه تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، في إطار تصاعدي للخلاف السياسي بين البلدين.

وكشف لولا أمام مجلس وزرائه يوم الثلاثاء أن وزير العدل ريكاردو ليفاندوفسكي جرى سحب تأشيرته مؤخرًا، واصفًا هذه الخطوة بأنها «تصرف غير مسؤول» من الجانب الأمريكي. وأضاف أنه يريد أن يعلن تضامنه الشخصي وتضامن الحكومة مع زميله ليفاندوفسكي الذي تعرّض لهذا الإجراء غير المبرر.

شدّد الرئيس على أن البرازيل لن تتسامح مع أن تُعامل كدولة أدنى، وأن لديها دستورًا وسيادة قانون يتعين احترامهما. «نحن على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات على أساس المساواة، وما لسنا مستعدين له هو أن يُعاملنا أحد كما لو كنا تابِعين. لن نقبل ذلك من أي طرف»، قال لولا.

لطالما كانت البرازيل والولايات المتحدة حليفتين وشريكتين تجاريتين، لكن العلاقات توترت منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أبدى ترامب تقاربًا مع الرئيس السابق جايير بولسونارو، زعيم اليمين المتطرف الذي تداخلت فترة رئاسته مع جزء من عهد ترامب؛ فقد شغل بولسونارو منصبه بين 2019 و2023، فيما كانت فترة ترامب بين 2017 و2021.

يواجه بولسونارو هذا العام محاكمة تتهمه هو وحلفاءه بالتآمر لنسف الديمقراطية عبر تخطيط انقلاب، عقب خسارته الضيقة أمام لولا في انتخابات 2022. تنسب النيابة إليه تخطيطًا لخيارات عدة لتمكين الإطاحة العنيفة بحكومة لولا، بينها إعلان «حالة حصار»، واستدعاء الجيش، وإجراء انتخابات جديدة. وهو الآن قيد الإقامة الجبرية بينما يقترب موعد الحكم في القضية المقرّر أوائل سبتمبر.

من جهته سعى ترامب للضغط على السلطات البرازيلية لإسقاط التهم عن بولسونارو، ووصَف المحاكمة بأنها «مطاردة ساحرة» (witch hunt). في 7 يوليو نشر ترامب على منصته «تروث سوشل» رسالة دعَم فيها بولسونارو، ثم أرسل بعد يومين رسالةً إلى لولا أعلن فيها فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على جميع صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، موضحًا أن هذه الرسوم جاء ردًا على طريقة تعامل البرازيل مع بولسونارو. دخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ في 1 أغسطس، ما وضع البرازيل عند أعلى معدل للرسوم الأمريكية، كما سُتلَطت ضغوط مماثلة على الهند بشأن وارداتها من النفط الروسي.

يقرأ  واشنطن توسّع عقوباتها ضد المحكمة الجنائية الدولية

ولم تقتصر إجراءات الإدارة الأمريكية على الرسوم: فقد شمل رد الفعل كذلك قيودًا على تأشيرات ومساعي عقابية ضد مسؤولين قضائيين برازيليين. القاضي في المحكمه العليا الذي أشرف على تحقيقات بولسونارو، ألكسندر دي مورايس، واجه إجراءات من واشنطن تضمنت سحب تأشيرته وأخرى لأفراد عائلته المباشرين، بحسب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في 18 يوليو. واعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن «مطاردة دي مورايس السياسية ضد بولسونارو خلقت حزمة اضطهاد ورقابة واسعة تتعدى حقوق البرازيليين لتطال الأمريكيين أيضًا».

وفي 30 يوليو رفعت واشنطن التوتّر بتشديد العقوبات المالية ضد دي مورايس، حظرت من خلالها وصوله إلى أي أصول محتملة في الولايات المتحدة ومنعت أي جهة أميركية من التعامل معه. وعلّق وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قائلًا إن دي مورايس مسؤول عن «حملة قمعية من الرقابة والاحتجازات التعسفية والادعاءات السياسية».

في اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء ندّد لولا بهذه الإجراءات واعتبرها تعديًا على سيادة البرازيل. «هذه الممارسات غير مقبولة — ليس فقط ضد الوزير ليفاندوفسكي، بل أيضًا ضد قضاة المحكمة العليا أو أي مسؤول برازيلي»، قال الرئيس، مؤكّدًا أن بلاده لن تقبل أن تُعامَل كدولة تابعة.

أضف تعليق