ليتوانيا تعلن حالة طوارئ — مخاوف من بالونات قادمة من بيلاروسيا

أعلنت الحكومة الليتوانية حالة “طوارئ على مستوى البلاد” استجابةً لسلسلة اقتحامات جويّة قادمة من جارتها بيلاروس، نفَّذتها بالونات جوية محمَّلة بسجائر مهربة.

نددت رئيسة الوزراء إنغا روغينيينه بهذه الاقتحامات ووصفتها بـ”هجوم هجين” من بيلاروس يمثّل خطراً حقيقياً على الأمن الوطني وسلامة الطيران المدني.

خلال هذا العام وحده، أفادت السلطات أن نحو 600 بالون مرتبط بعمليات تهريب وما يقارب 200 طائرة من دون طيار دخلت المجال الجوي الليتواني، مما أدى إلى إغلاق مطار فلنيوس بشكل متكرر.

ينفي زعيم بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو ضلوعه في هذه العمليات، معتبراً أن القضية قد تم تسييسها من قبل ليتوانيا، وهي عضو في كلٍّ من الاتحاد الأوروبي ومنظومة حلف شمال الأطلسي.

قرار ليتوانيا فرض “حالة طوارئ” يعدّ درجة أدنى من إعلان حالة الطوارئ الكاملة، التي فُرضت آخر مرة عام 2022 بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. يمنح هذا القرار القوات المسلحة صلاحيات إضافية للاستجابة بسرعة وفعالية أكبر.

يرتبط زعيم بيلاروس بعلاقة وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد قال رئيس ليتوانيا جيتاناس ناوسيدا إن هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن تهديد البالونات يعدّ “عملاً متعمّداً يهدف إلى زعزعة الاستقرار في ليتوانيا”.

تعرضت عدة دول أوروبية لسلسلة تهديدات مماثلة من روسيا، والتي أدانتها المؤسسات الأوروبية بوصفها “حملة هجينة” شملت أعمال تخريب وتعطيلاً للبنى التحتية الحيوية، وآخرها طلعات لطائرات من دون طيار قرب مواقع حسّاسة.

قال رئيس لجنة العسكرية في حلف الناتو الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني الشهر الماضي إن الحلف الغربي يدرس تبنّي موقف أكثر “حزمًا” أو “استباقية” إزاء الحرب الهجينة الروسية.

اتهمت ليتوانيا بيلاروس سابقاً بتنظيم استفزازات من هذا النوع؛ ففي عامٍ مضى عبر آلاف المهاجرين غير النظاميين، معظمهم من الشرق الأوسط، الحدود البيلاروسية إلى داخل الاتحاد الأوروبي.

يقرأ  الهند تطلب توضيحات من بوينغ بعد عطل في نظام الطوارئ بطائرة تابعة لـ«إير إنديا» — بحسب مصدر

رداً على التهديد الأخير، أغلقت ليتوانيا نقطتي عبور حدوديتين مع بيلاروس لمدة ثلاثة أسابيع بدايةً من نهاية أكتوبر، فأقدمت بيلاروس على منع شاحنات ليتوانية من السير على طرقها، ولا تزال مئات المركبات الليتوانية عالقة هناك بحسب ما يُفهم.

قالت روغينيينه الأسبوع الماضي إن المسألة تتعلق “بأمن الطيران والقانون الدولي، وبإمكانية اعتراف مثل هذه الأفعال بأنها أعمال إرهابية”، في إشارة إلى كل من البالونات والشاحنات المحجوزة.

يمكن للبالونات الجوية أن تصل إلى ارتفاعات تبلغ نحو 10 كيلومترات، وتقول وزارة الداخلية الليتوانية إنها تسببت في إغلاق مطار فلنيوس لأكثر من ستين ساعة منذ أكتوبر.

على التلفزيون البيلاروسي يوم الثلاثاء، جادل لوكاشينكو بأن ما تتهمه به ليتوانيا مستبعد: “هذا غير واقعي. حتى لو طارت بالونات إلى هناك، حتى لو حدث ذلك، فقد تحدثت مع الطيارين وهم يقولون إنها لا تشكل مشكلة.”

وأضاف: “يطرح السؤال: لماذا؟ هل يريدون القتال معنا؟ نحن لا نريد حرباً. وأنا مقتنع أن الشعب الليتواني لا يريد حرباً أيضاً. ولا البولنديون، ولا اللاتفيون، ولا الإستونيون.”

رغم أن الاضطراب في رحلات القدوم والمغادرة من مطار فيلنيوس استمر لفترات قصيرة، فقد تضرّر من ذلك نحو ألف مسافر، وقالت السلطات إنها اعترضت 11 بالون تهريب وصادرت ما يقرب من 40 ألف علبة سجائر.

في ليلة من ليالي الأسبوع الماضي اضطُر المطار إلى تعليق عملياته ثلاث مرّات، وألغت شركة الطيران الفنلندية “فين إير” جميع رحلاتها المسائية إلى فيلنيوس حتى نهاية فبراير بسبب ظاهرة البالونات.

أضف تعليق