أعلنت إدارة الطيران الفدرالية عن خفض حجم الحركة الجوية بنسبة عشرة بالمئة بسبب نقص في عدد مراقبي الحركة الجوية.
ألغيت مئات الرحلات في أنحاء الولايات المتحدة بعد إصدار إدارة الطيران الفدرالية أمراً مؤقتاً بتقليل الحركة الجوية بنسبة عشرة بالمئة في أكبر 40 مطاراً بالبلاد، لضمان معايير السلامة إثر تزايد حالات الغياب بين المراقبين نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر.
بحسب بيانات موقع تتبُّع الرحلات FlightAware، فقد حُذفت أكثر من 790 رحلة من جداول رحلات يوم الجمعة، وهو رقم يعادل أربعة أضعاف مجموع الإلغاءات المسجلة يوم الخميس، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع. حتى الآن، تم إلغاء نحو 500 رحلة مبرمجة ليوم السبت، وفق الموقع نفسه.
صدرت توجيهات إدارة الطيران يوم الخميس استجابةً لارتفاع حالات الغياب بين مراقبي الحركة الجوية خلال الإغلاق الحكومي القياسي، بينما لا يزال الجمهوريون والديمقراطيون في مجلسي الكونغرس متعثرين حول تمرير تشريعات تمويل الخدمات الحكومية.
وجاء في أمر الإدارة: «منذ بداية الإغلاق، يعمل المراقبون بدون أجر». وأضافت الإدارة أن ذلك «أدى إلى تزايد التقارير عن الضغوط على النظام من قبل كل من الطيارين ومراقبي الحركة الجوية. خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، سُجلت 2,740 حالة تأخير في مطارات متعددة».
وقال وزير النقل الأمريكي شون دافي إن قرار إلغاء الرحلات كان قراراً استباقياً يرتكز إلى السلامة، وليس إجراء سياسياً، مع دخول الإغلاق اليوم الـ38. وأوضح: «لقسمنا مسؤوليات عدة، لكن أهمها هي السلامة. القضية ليست سياسية — بل تقييم للبيانات والتخفيف من مخاطر متصاعدة بينما يواصل المراقبون العمل دون أجر». وأضاف: «الطيران آمن اليوم، وسيستمر آمناً الأسبوع المقبل بفضل الإجراءات الاستباقية التي نتخذها».
نشرت وزارة النقل تغريدة تحاكي هذا الموقف مؤكدة أن أولويتهم هي السلامة وأن الإجراءات تهدف إلى تقليل المخاطر المتصاعدة.
ستُطبق خفضات الحركة الجوية بشكل متدرج خلال الأسبوع المقبل؛ فسيشهد يوم الجمعة انخفاضاً قدره 4%، على أن تبلغ الخفضات 10% بحلول 14 نوفمبـر. كما أوضح أمر الإدارة أن شركات الطيران ليست مُلزمة بتخفيض الرحلات الدولية، وأن قرار تقليصها سيبقى متروكاً لتقدير كل شركة.
من بين المطارات المتأثرة: مطارات هارتسفيلد-جاكسون بأتلانتا، دالاس-فورت وورث، دنفر، أوهير بشيكاغو، ومطار جون ف. كينيدي الدولي بنيويورك.
قال مدير إدارة الطيران برايان بيدفورد إن الإدارة لن تتردد في اتخاذ «إجراءات إضافية» إذا استدعت الضرورة، مما يلمح إلى إمكانية خفضات إضافية في عدد الرحلات لاحقاً.
يضع قرار إدارة الطيران ضغوطاً متزايدة على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين يعرقلون مشروع قانون إنفاق حكومي بسبب خلافات حول الإنفاق على الرعاية الصحية، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لأكثر أيام السفر ازدحاماً في نهاية نوفمبر.
وظفت إدارة الطيران ما يزيد قليلاً عن 14,000 مراقب حركة جوية في السنة المالية 2024، وفقاً لموقعها الرسمي. ويُعد هؤلاء من بين 730,000 موظف فيدرالي «أساسي» يعملون دون أجر منذ خمسة أسابيع، بينما تم تعليق عمل نحو 670,000 موظف آخرين مؤقتاً، بحسب مركز السياسات الحزبي الثنائي الموجود في واشنطن.