أُلغيت مئات الرحلات بعد أن دخل مضيفو ومضيفات الطيران في شركة إير كندا المندمجون في نقابة الاتحاد الكندي للموظفين العموميين (CUPE) إضرابًا، إثر تعثر المفاوضات مع أكبر حامل جوي في البلاد بشأن زيادة الأجور.
وكتب الاتحاد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الساعة 01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:00 بتوقيت غرينتش): «نحن الآن رسميًا في إضراب».
وقالت شركة إير كندا يوم السبت إنها علّقت جميع رحلاتها وكذلك رحلات ذراعها الاقتصادي إير كندا روج بسبب الإضراب، الذي يُعد الأول منذ عام 1985.
وأضافت الشركة في بيان أن «حوالي 130,000 الركااب سيتأثرر كل يوم يستمر فيه الإضراب»، محذّرة الزبائن المتأثرين من التوجّه إلى المطار ما لم يكن لديهم تذكرة مؤكدة على شركة طيران أخرى غير إير كندا أو إير كندا روج.
وتابعت الشركة أن رحلات المشغلين الإقليميين إير كندا جاز وPAL Airlines ستستمر بالعمل.
أعلنت إير كندا في وقت سابق عن عرضها الأخير للأجور للمضيفين والمضيفات، موضحة أن المضيف المخضرم سيكسب في المتوسط نحو 87,000 دولار كندي سنويًا (حوالي 65,000 دولار أميركي) بحلول عام 2027.
ورأى الاتحاد أن عروض الشركة «أدنى من معدل التضخم ومن القيمة السوقية»، ورفض الاقتراحات التي قدّمها كل من الحكومة الفيدرالية وإير كندا لحل الخلافات العالقة عن طريق التحكيم المستقل.
وبالإضافة إلى زيادات الأجور، يطالب الاتحاد بتعويض عن الأعمال الأرضية التي لا تُدفع مقابلها أجور كافية، بما في ذلك المهام أثناء إجراءات الصعود إلى الطائرة.
وقال رافاييل غوميز، مدير مركز العلاقات الصناعية بجامعة تورونتو، لوكالة فرانس برس إن «من الممارسات الشائعة، حتى على الصعيد العالمي، أن يُعوَّض المضيفون بناءً على الوقت الفعلي الذي يقضونه في الجو». وأضاف أن الاتحاد بنى حملة تواصلية فعّالة سعت لخلق انطباع عام بعدم عدالة الوضع.
وقد بدأ المضيفون والمضيفات صباح السبت بالتظاهر أمام مطارات كبرى في كندا، فيما سعى الركاب خلال الأسبوع إلى إعادة حجز رحلاتهم بينما كانت الشركة تقلّص عملياتها تدريجيًا.
قال راكب يُدعى فريدي راموس، 24 عامًا، لوكالة رويترز في مطار تورونتو — أكبر مطار في كندا — إن رحلته أُلغيت بسبب النزاع العمالي وأُعيد حجزه على وجهة مختلفة. وأضاف: «ربما قبل عشر دقائق من الصعود تغيّر بوابتنا، ثم أُلغيَت، ثم تأخرت، ثم أُلغيَت مرة أخرى».
ودعت شركات كندية متأثرة بصراعات تجارية مع الولايات المتحدة الحكومة الفيدرالية إلى فرض تحكيم ملزِم لإنهاء الإضراب، محذّرة من أن توقف العمل في إير كندا قد يزيد الضغوط على سلاسل الإمداد الاقتصادية الحيوية.
وفي بيان صدر قبل اندلاع الإضراب، حذر مجلس الأعمال في كندا من أن «تعطيل خدمات نقل الركاب والبضائع جواً سيؤدي إلى أضرار فورية وواسعة النطاق لجميع الكنديين» في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطًا غير مسبوقة على سلاسلها الاقتصادية الحيوية.
وطلبت إير كندا من حكومة الأقلية الليبرالية بقيادة مارك كارني إصدار أمر بإحالة الطرفين إلى تحكيم ملزِم، بينما أعلن اتحاد CUPE معارضته لهذه الخطوة.
عادةً ما تنقل إير كندا وإير كندا روج حوالي 130,000 زبون يوميًا، وتُعد إير كندا من أكثر الناقلات الأجنبية ازدحامًا فيما يتعلّق بعدد الرحلات المجدولة إلى الولايات المتحدة.