ماريا كورينا ماتشادو تستفز حكومة مادورو بعد مغادرتها الدرامية إلى أوسلو

أعلنت ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، أن السلطات في بلدها كانت ستبذل كل ما بوسعها لعرقلة رحلتها إلى النرويج، وذلك بعد أن ظهرت علناً للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام.

استقبلت ماتشادو أنصارها من شرفة فندق في أوسلو بوقت الفجر يوم الخميس، بعد خروج محفوف بالمخاطر من فنزويلا كانت قد اختبأت فيه منذ يناير. ويقال إن رحلتها شملت المرور عبر نحو عشرة حواجز عسكرية وعبور البحر الكاريبي بقارب صيد، قبل أن تصل إلى العاصمة النرويجية لاستلام جائزة نوبل للسلام.

في مؤتمر صحفي أمام البرلمان النرويجي، وجّهت هذه السياسية اليمينية البالغة من العمر 58 عاماً نقداً لاذعاً لإدارة نيكولاس مادورو، معتبرة أن الحكومة تستثمر موارد الدولة في قمع المواطنين. وعند سؤالها عن ناقلة نفط استولت عليها واشنطن يوم الأربعاء، قالت إن ذلك يبيّن طريقة عمل النظام. وفيما سُئلت عن احتمال دعمها لغزو أميركي، أجابت بأن فنزويلا قد تعرّضت فعلياً لـ«غزو» من قِبَل عناصر روس وإيرانيين إلى جانب عصابات المخدرات.

«هذا حول فنزويلا إلى مركز إجرامي في الأمريكتين»، قالت ماتشادو واقفة بجانب رئيس وزراء النرويج جوناس غار ستوري. وأضافت: «ما يُبقي النظام قائمًا هو منظومة قمع قوية ومموّلة تمويلاً هائلاً. ومن أين تأتي هذه الأموال؟ من ترويج المخدرات، من السوق السوداء للنفط، من تهريب الأسلحة ومن الاتجار بالبشر. علينا قطع هذه التدفقات.»

أعادت الرحلة لمّ شملها بعائلتها التي لم ترَها منذ قرابة عامين، بما في ذلك ابنتها التي قبلت نيابةً عنها جائزة نوبل في حفل الأربعاء.

ترحيبها بالعقوبات والتدخل العسكري الأميركي في فنزويلا أثار انتقادات تستدعي ذكريات مظلمة. للولايات المتحدة تاريخ طويل من التدخّل في المنطقة، خصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي حين دعمت حكومات يمينية قمعية عبر انقلابات ومولت مجموعات شبه عسكرية مسؤولة عن مجازر واختفاءات قسرية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

يقرأ  تدقيق الحقائق: ثلاث مزاعم لترامب حول التوحّد

استشهدت السلطات الفنزويلية بدعم ماتشادو للعقوبات والتدخّل الأميركي عندما منعت عنها الترشّح في الانتخابات الرئاسية الماضية، حيث كانت تنوي تحدّي مادورو. واتهمت ماتشادو الرئيس بسرقة انتخابات يوليو 2024 التي انتقدها مراقبون دوليون.

ماتشادو أشادت بما وصفته بنهج إدارة ترامب قائلة إن «إجراءاتها كانت حاسمة للوصول إلى النقطة التي نحن فيها الآن، حيث أصبح النظام أضعف من أي وقت مضى». وأصرت على أنها ستعود إلى الوطن لكنها لم تحدد متى: «سأعود إلى فنزويلا بغض النظر عن موعد رحيل مادورو. إنه سيخرج، لكن اللحظة ستحددها متى أنتهي من الأمور التي خرجت لأجلها»، هكذا قالت للصحافيين.

جاء هروبها في وقت تصاعدت فيه التوترات بين واشنطن وكاراكاس. وضعت إدارة ترامب قوات بحرية كبيرة في البحر الكاريبي وشنّت ضربات على زوارق يشتبه في أنها تنقل مخدرات منذ سبتمبر. واحتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط وصفها ترامب بأنها «كبيرة جداً» قبالة ساحل فنزويلا يوم الأربعاء.

تُحاذي ماتشادو صقوراً يمينيين مقربين من ترامب الذين يروّجون لفكرة أن مادورو مرتبط بعصابات إجرامية تشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي، رغم تحفظات أثارتها أجهزة الاستخبارات الأميركية. وقد أمرت الإدارة بشن أكثر من عشرين ضربة عسكرية في الأشهر الأخيرة ضد زوارق يشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وسواحل المحيط الهادئ لأميركا اللاتينية، ما أسفر عن مقتل أكثر من ثمانين شخصاً.

دانتها منظمات حقوق الإنسان وبعض الديمقراطيين الأميركيين وعدد من دول أميركا اللاتينية واعتبروا تلك الضربات عمليات إعدام خارج إطار القانون استهدفت مدنيين.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن عملية هروب ماتشادو استمرت شهرين وشملت ارتداءها زيّاً للتنكر ومغادرتها من قرية صيد ساحلية على قارب خشبي متجه إلى كوراساو ثم صعودها طائرة خاصة إلى النرويج. ونقلت الصحيفة عن جهات أميركية أنها أبلغت قواتها لتجنّب ضرب القارب، كما أكدت ماتشادو أنها تلقت مساعدة من واشنطن خلال هروبها.

يقرأ  قوالب منشورات مجانيةلجمع التبرعات لمطعمك في فعاليتك القادمة

من جانبه، يقول مادورو — الحاكم منذ 2013 بعد وفاة هوغو تشافيز — إن ترامب يسعى لتغيير النظام في فنزويلا بهدف الاستيلاء على احتياطيات البلاد النفطية ويعِد بمقاومة تلك المحاولات.

أصدر مكتب الأمم المتحدة تقريراً الخميس يتهم قوات الأمن الفنزويلية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على مدى أكثر من عقد. أما وزير الداخلية الفنزويلي ديأوسدادو كابيجو فقد قال إن ماتشادو غادرت البلاد «بدون دراما» لكنه لم يقدّم تفاصيل إضافية.

أضف تعليق