أرلينغ هالاند أحرز هدفه الرابع والثلاثين هذا الموسم مع النادي والمنتخب ليمنح مانشستر سيتي فوزاً ثميناً 2-1 على ريال مدريد ويضع موقع تشابي ألونسو على رأس الجهاز الفني لعملاق إسبانيا في موقف حرج.
بدون النجم المصاب كيليان مبابي، تقدم مدريد أولاً عبر رودريغو يوم الأربعاء، لكن نيكو أُرَيلي وتعاقب ذلك بركلة جزاء سجلها هالاند منحت فريق بيب غوارديولا النقاط الثلاث.
أوردت وسائل الإعلام الإسبانية قبل المباراة أن الهزيمة قد تطيح بألونسو من منصبه، رغم أن أداء فريقه كان محموداً إلى حد كبير، مع احتقان واضح في مدرجات سانتياجو برنابيو.
الأرقام تشير إلى أن حامل اللقب القياسي بدوري الأبطال (15 مرة) حقق الفوز مرتين فقط في آخر ثماني مباريات بجميع المسابقات، ويواجه صراعاً حاداً على البقاء ضمن المراكز الثمانية في دور المجموعات.
أجبر ألونسو على إبقاء هداف فريقه مبابي على مقاعد البدلاء، موضحاً أن إشراكه كان سيكون «مجازفة» بسبب انزعاج في الركبة، فأعطى الثقة للمهاجم الشاب غونزالو غارسيا (21 عاماً).
أقصى ريال مدريد سيتي في جولة الملحق بدوري الأبطال الموسم الماضي في فبراير، حينما سجل مبابي أربعة أهداف ضمن فوزٍ مجموعي 6-3.
كانت هذه القمة الخامسة عشرة بين الفريقين في عصر باتت فيه مواجهاتهما من كلاسيكيات دوري الأبطال الحديثة، وانطلقت المباراة بوتيرة سريعة جداً بمشاركة بارزة من فينيسيوس جونيور منذ الدقائق الأولى.
تعرض المهاجم البرازيلي لعرقلة من ماتيوس نونيس وإشار الحكم إلى نقطة الجزاء، إلا أن مراجعة VAR أوضحت أن الارتطام وقع خارج منطقة الجزاء.
قذيفة فريدي فالفيردي القوية انحرفت من أمام أُرَيلي، ثم مرر رودريغو عرضية مثالية لفينيسيوس الذي سدد فوق المرمى بقليل بعد أن أجبر حارس سيتي جانلويجي دوناروما على الخروج من مرماه.
استحق الضيوف التقدم في الدقيقة 28 عندما أنهى رودريغو هجمة بدأت من ألڤارو كارّيراس في الطرف المقابل من الملعب؛ اندفع مدريد للأمام ومرر جود بيلينغهام الكرة للبرازيلي الذي أودعها مبكراً ومنخفضة عبر دوناروما إلى الزاوية البعيدة.
كان هذا أول هدف لرودريغو بعد 33 مباراة، ليكسر فترة جفاف محبطة، وهو أيضاً هدفه الخامس في مرمى سيتي — وكان ثنائيته المتأخرة في 2022 سبباً في إقصاء فريق غوارديولا من نصف النهائي آنذاك.
مرّت نصف الساعة الأولى بأفضلية شبه كاملة لريال، لكن سيتي أدرك التعادل فجأة إثر خطأ للحارس البلجيكي تيبو كورتوا؛ لم يتمكن من الإمساك برأسية جوسكو جوارديول، فتابع أُرَيلي ليضع الكرة في الشباك بالدقيقة 35.
لم يرضَ غوارديولا عن أداء فريقه في الشوط الأول، لكنهم تقدموا بعد ذلك حين أمسك أنطونيو روديجر بهالاند من الخلف فأُحتسبت ركلة جزاء. أرسل المهاجم النرويجي، الذي سيواجه فرنسا بقيادة مبابي في كأس العالم الصيف المقبل، كورتوا في الاتجاه الخاطئ من نقطة الجزاء.
كورتوا عوّض عن خطئه بتصديين رائعين أحبط بهما هالاند ورايان تشركي قبل نهاية الشوط، وكذلك تصدى لجيريمي دوكو بعد الاستراحة.
كان بإمكان بيلينغهام أن يعيد الأفضلية لريال بعدما مرره رودريغو بذكاء، لكنه رفع الكرة فوق المرمى.
أدخل ألونسو أردا جولر بدل غارسيا ونقّل بيلينغهام إلى موقع مهاجم مركزي شبيه بالدور الذي برع فيه تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في موسمه الاستثنائي الأول مع مدريد.
كما لجأ المدرب الباسكي إلى الشاب إندريك، الذي نادراً ما استُخدم منذ قدوم ألونسو، وكاد يهدد عندما ارتقى رأسياً وأرسل الكرة فوق العارضة ببضعة سنتيمترات قبل خمس دقائق من النهاية.
عانى مدريد من قلة الحلول في الشوط الثاني وقد يبحث عن مدرب جديد لأفكارٍ مختلفة في الأيام المقبلة.
قال هالاند لقناة TNT Sports إن الفوز في هذا الملعب كان أمراً صعباً: «أتيحت لنا العديد من الفرص، لكن المباراة كانت فوضوية وصعب علينا التحكم بها. هذا نوع المباريات التي تريد اللعب فيها، ومع هذا الشكل الجديد، ستلعبون مباريات دوري أبطال أكثر. أحب ذلك.»
وعلّق غوارديولا بأن فريقه لا يزال في طور الانتقال وليس جاهزاً بعد للفوز بدوري الأبطال: «في فبراير سنكون أفضل بكثير، لكن تمريرة خاطئة واحدة وهي كافية لنخسر اليوم. لعب اللاعبون جهوداً هائلة والروح كانت لا تُصدّق، لكن الطريق لا يزال طويلاً.»
دافع بيلينغهام عن ألونسو بعد اللقاء، مؤكداً أن علاقته مع المدرب «رائعة»: «بعد سلسلة من التعادلات ظننا أننا سنبدأ سلسلة انتصارات، لكننا نعلم أننا بحاجة إلى النهوض والمواجهة. هذا ما وقّعت لأجله — واحد من أكثر الفرق تعرضاً للتمحيص في العالم. أتحمّل الضغوط وأركز على الكرة.»