مايكروسوفت وإنفيديا تستثمران في أنثروبيك عبر صفقة خدمات سحابية

إعلان يُبرز شهية قطاع الذكاء الاصطناعي الهائلة للقوة الحاسوبية

أعلنت شركتا مايكروسوفْت ونيفيديا عن خطة للاستثمار في شركة أنتروبيك (صانعة نموذج “كلود”) بموجب شراكة جديدة تتضمن التزاماً بقيمة ٣٠ مليار دولار من أنتروبيك لاستخدام خدمات السحابة لدى مايكروسوفت. وقالت الشركتان يوم الثلاثاء إن نفيديا ستُخصص حتى ١٠ مليارات دولار، ومايكروسوفت حتى ٥ مليارات دولار، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

شخص مطلع على المسألة أبلغ أن كلتا الشركتين تعهّدتا بالاستثمار في جولة التمويل التالية لأنتروبيك.

تُكثّف هذه الصفقة الترابط بين اللاعبين الكبار في صناعة الذكاء الاصطناعي، وتعكس الجوع المتواصل تجاه قدرة حاسوبية هائلة بينما تتسابق الشركات لبناء أنظمة قد تُنافس أو تتجاوز الذكاء البشري. كما تقرّب هذه الخطوة مايكروسوفت الداعمة الكبرى لأوبن إيه آي، ومورّد رقاقات الذكاء الاصطناعي نفيديا، من أحد أكبر المنافسين لصانعة ChatGPT.

قال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، في مقطع مصوّر: «سنصبح بصورة متزايدة عملاء لبعضنا البعض. سنستخدم نماذج أنتروبيك، وهم سيستخدمون بنيتنا التحتية وسنخرج إلى السوق معاً». وأضاف أن أوبن إيه آي «تظل شريكاً حيوياً».

تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من إعادة هيكلة أوبن إيه آي التي بعثت بتحوّل أبعد عن جذورها غير الربحية، ما منحها حرية تشغيلية ومالية أكبر. ومنذ ذلك الحين أعلنت الشركة صفقة لشراء خدمات سحابية من أمازون بقيمة ٣٨ مليار دولار في محاولة لتقليل اعتمادها على مايكروسوفت. وقال مديرها التنفيذي سام ألتمان إن أوبن إيه آي ملتزمة بإنفاق ١٫٤ تريليون دولار لتطوير ٣٠ غيغاواط من موارد الحوسبة — وهو ما يكفي تقريباً لتشغيل ٢٥ مليون منزل أميركي.

رغم ذلك، وبعد ثلاث سنوات على انطلاق ChatGPT، بدأ المستثمرون يشعرون بقلق متزايد من أنّ الفورة في الذكاء الاصطناعي قد سبقت أسسها الاقتصادية. ولاحظ بعض قادة الأعمال أن الصفقات الدائرية — حيث يدعم شريك إيرادات شريك آخر — تزيد من مخاطر فقاعة السوق.

يقرأ  حماس تُبلغ الوسطاء استعدادها لبحث صفقة جزئية، وفق مصادر أخبرت «بوست»

وصف غيل لوريا، محلل لدى D A Davidson، الإعلان بأنه يهدف بالأساس إلى «تقليل اعتماد اقتصاد الذكاء الاصطناعي على أوبن إيه آي». وأضاف أن نفيديا كانت إلى حدّ ما معتمدة على نجاح أوبن إيه آي والآن تساعد على توليد طلب أوسع.

صناعة تندمج حول قلة من اللاعبين

تأسست أنتروبيك في ٢٠٢١ على يد موظفين سابقين في أوبن إيه آي، وقد قُدّرت قيمتها أخيراً بنحو ١٨٣ مليار دولار وأصبحت منافساً رئيسياً لصانعة ChatGPT، مدفوعةً باعتماد واسع لخدماتها لدى عملاء المؤسسات. وذكرت وكالة رويترز الشهر الماضي أن أنتروبيك تتوقع أن تزيد معدل إيراداتها السنوية المجدّدة بأكثر من الضعف وربما تقترب من ثلاثة أضعاف ليصل إلى حوالى ٢٦ مليار دولار في العام المقبل. ولديها أكثر من ٣٠٠ ألف عميل أعمال ومؤسسات.

ضمن خطوات الثلاثاء، ستتعاون أنتروبيك مع نفيديا على الرقائق والنماذج لتحسين الأداء، وتلتزم بتوفير ما يصل إلى غيغاواط واحد من القدرة الحاسوبية باستخدام عتاد نفيديا Grace Blackwell وVera Rubin. ويُقدّر مسؤولون في الصناعة أن غيغاواط واحد من حوسبة الذكاء الاصطناعي قد يكلف بين ٢٠ و٢٥ مليار دولار.

كما ستمنح مايكروسوفت عملاء Azure AI Foundry وصولاً إلى أحدث نماذج كلود، مما يجعل كلود النموذج الحدّي الوحيد المتاح عبر مزودي السحابة الثلاثة الرئيسيين.

قال يعقوب بورن، محلل لدى eMarketer، إن هذه الاستثمارات تعكس كيف أن الصناعة تتكاثف حول عدد قليل من اللاعبين الرئيسيين.

على الرغم من الإعلان، تراجعت أسهم مايكروسوفت بنحو ٣٫٢٪ في تداولات منتصف اليوم، وأنهت أسهم نفيديا عند مستوى أقل بنحو ١٫٩٪ مقارنةً بفتح السوق، بينما هبطت أسهم أمازون بنحو ٤٪. ولا تزال أسهم شركات التكنولوجيا تحت ضغط بعد انقطاع في خدمات سحابية وقع في وقت سابق من يوم الثلاثاء. ولا تُدرَج كلٌّ من أوبن إيه آي وأنتروبيك في أسواق الأوراق المالية العامة.

يقرأ  يأس يخيّم على بلاك ريفر في جامايكا عقب إعصار «ميليسا»

أضف تعليق