ما الذي يحدث لاحقاً في خطة وقف إطلاق النار في غزة بعد إطلاق سراح الرهائن؟

توقيع التزام دولي وخطوط عريضة للتسوية

انضمّ قادة مصر وتركيا وقطر إلى توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الالتزام بتطبيق خطته لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. جاء ذلك بعد يوم شهد تسليم حماس جميع الرهائن الأحياء العشرين الذين كانت تحتجزهم داخل القطاع، مقابل الإفراج عن نحو ألفين من الأسرى الفلسطينيين والموقوفين في السجون الإسرائيلية.

كما أعادت حماس جثث اربعة رهائن، فيما تؤكد اسرائيل أن بقايا 24 آخرين لا تزال في غزة ويجب إعادتها فورًا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ماذا تضمنَت المرحلة الأولى؟
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 12:00 ظهرًا (09:00 بتوقيت غرينتش) في 10 أكتوبر، وترافق مع زيادة ملموسة في دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما تراجعت القوات الإسرائيلية إلى خط يتركها مسيطرة على نحو 53% من مساحة غزة، وهو ما مثل المرحلة الأولى من ثلاثة مراحل للانسحاب حسب خطة ترامب.

تبقى عنصران في المرحلة الأولى غير مكتملين: وصول المساعدات دون قيود كاملة، بما في ذلك إعادة فتح معبر رفح مع مصر، وتسليم كافة رفات الرهائن المتوفين. وفي 13 أكتوبر استلمت اسرائيل رفات أربعة رهائن، بينما انتهت مهلة إعادة البقايا لبقية الجثث في نفس اليوم بحسب إسرائيل. أُشير إلى إمكان عدم تمكن حماس والفصائل الفلسطينية من تحديد أماكن جميع الجثث ضمن الإطار الزمني المتفق عليه، فيما أعلن مسؤول إسرائيلي عن تشكيل فريق دولي للبحث عن البقايا غير المعادة.

مآلات المرحلة الثانية فُتِحت للنقاش فور التوافق على اكتمال المرحلة الأولى. وتنص الخطة المكونة من عشرين بندًا على أن اتفاقًا متبادلًا ينهي الحرب “فورًا” إذا ما تمّ تنفيذه. كما تقضي الخطة بإشراف قوة متعددة الجنسيات تقارب 200 جندي تحت إشراف الجيش الأمريكي لمراقبة وقف إطلاق النار، مع توضيح بعدم وجود قوات أمريكية برية في غزة.

يقرأ  تصفيات كأس العالم 2026 لماذا لن تحظر الفيفا إسرائيل رغم اتهامات بالإبادة في غزة؟ أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

الحكم المؤقت وآليات الإدارة
تنص الخطة على إدارة مؤقتة للقطاع من خلال لجنة انتقالية مؤلفة من فنيين فلسطينيين تحت إشراف “مجلس سلام” يترأسه ترامب، على أن تُسلم إدارة غزة لاحقًا للسلطة الفلسطينية بعد إتمام إصلاحات مطلوبة. وتنص الخطة أيضًا على نزع سلاح غزة وتدمير كل البنى العسكرية والهجومية التي تُصنّف كـ”بنية عسكرية أو إرهابية”.

نقاط الخلاف الأساسية
ثمة عدة نقاط ستشكل محور التنافس في مفاوضات المراحل اللاحقة، أبرزها: رفض حماس سابقًا إلقاء السلاح إلا بعد قيام دولة فلسطينية، وعدم ورود أي إشارة صريحة للتسليم أو نزع السلاح في ردها الأولي على الخطة، مما يثير الشكوك حول ثبات موقفها. من جهة أخرى بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متحفظًا إزاء دور السلطة الفلسطينية في إدارة غزة ما بعد الحرب، على الرغم من وقوفه إلى جانب رئيس السلطة خلال التوقيع.

خلاف آخر جوهري يتعلق بمدى انسحاب القوات الإسرائيلية: الخطة تشير إلى انسحابات لاحقة تقلّل السيطرة الإسرائيلية إلى نحو 40% ثم إلى 15%، مع إبقاء ما تبقى كـ”محيط أمني” حتى تتأكد الجهات المعنية من عدم تجدد التهديدات الإرهابية. الصياغة غامضة من حيث الجدول الزمني الكامل للانسحاب، وهو ما قد تطالب به حماس بمزيد من وضوح الالتزامات.

الرهائن الذين أُطلق سراحهم
ينص الاتفاق على أن تُفرج حماس عن جميع 48 رهينةً إسرائيلية وأجنبية لا تزال في غزة بعد عامين من القتال. معظم هؤلاء كانوا بين 251 شخصًا اختُطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أودى بحياة نحو 1,200 شخصٍ، وردّت إسرائيل بشن حملة عسكرية أدت، بحسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، إلى مقتل أكثر من 67,800 شخص.

في 13 أكتوبر سلّمت حماس 20 رهينةً أحياءً إلى الصليب الأحمر الدولي على مجموعتين. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن المجموعة الأولى ضمت: إيتان مور، غالي بيرمان، زيف بيرمان، أومري ميران، ألون أوهل، جاي غيلبوا-دلال وماتان أنجريست. والمجموعة الثانية ضمت بار كوبيرشتاين، إفيتار ديفيد، يوسف-حاييم أوهانا، سيفيغ كلفون، آفيناتان أور، الكانا بوبوت، ماكسيم هيركين، نيمرود كوهين، ماتان زانغاوكر، ديفيد كونيو، إيتان هورن، روم برازلافسكي وأريئيل كونيو.

يقرأ  على حافة التوتر نشر قوات دونالد ترامب في العاصمة الأميركية يثير الخوف والارتباك

وأعادت حماس أيضًا جثث اربعة رهائن إلى إسرائيل في 13 أكتوبر، من بينهم جاي إيلوز وبيبين جوشي، وتم تأكيد هويات الأربعة لاحقًا من قبل الجيش الإسرائيلي.

الأسرى الفلسطينيون الذين نُقلوا أو أُفرج عنهم
في المقابل أطلقت إسرائيل سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و1,718 موقوفًا من غزة كجزء من عملية التبادل. ولم تتضمن قوائم الأسرى الصادرة عن مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس بعض الشخصيات البارزة المحكومين بمؤبدات متعددة بتهم هجمات مميتة على إسرائيليين، مثل مروان برغوثي وأحمد سعدت، الذين كانت حماس قد طالبت بإطلاق سراحهما.

أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن 88 أسيرًا أُفرج عنهم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وثمانية أُفرج عنهم في غزة، كما تم توقيع ترحيل 154 من الأسرى إلى وجهة لم تُعلن. وذكر الصليب الأحمر الدولي أنه ساهم في إعادة 1,809 موقوفًا فلسطينيًا إلى غزة والضفة الغربية في 13 أكتوبر.

أضف تعليق