ما هي الدول التي اعترفت بفلسطين حتى عام 2025؟ (أكثر من 150 دولة)

فرنسا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا وبلجيكا اعترفت رسمياً بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الدول انضمت إلى كندا وأستراليا والبرتغال، وكذلك إلى المملكة المتحدة التي أعلنت عن اعترافها يوم الأحد، في وقت تواصل فيه اسرائيل توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتصعيد ما تصفه أطراف دولية بأنه إبادة في غزة.

يأتي قرار المملكة المتحدة بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية بعد أكثر من مئة عام على وعد بلفور الذي دعم “إقامة وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، وبعد 77 عاماً على قيام دولة إسرائيل في إطار الانتداب البريطاني على فلسطين.

قال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في بيان مصور يوم الأحد: “في مواجهة الرعب المتصاعد في الشرق الأوسط، نتحرك لإبقاء إمكانية السلام وحل الدولتين حية”.

إعلان دول غربية كبرى — كانت تُعتبر على مدى طويل حليفة لإسرائيل — يبرز عزلة إسرائيل المتنامية على الصعيد الدولي وسط حرب على غزة أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني.

أي الدول تعترف الآن بفلسطين؟
حالياً تُعترف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة من قبل 157 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، ما يمثل نحو 81% من المجتمع الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تعترف بها الدولة الحبرية (الكرسي الرسولي) والكيان الحاكم للكنيسة الكاثوليكية ودولة الفاتيكان، التي تتمتع بوضع مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.

ما معنى الاعتراف؟
الاعتراف بفلسطين يعزز وضعها الدولي ويقوّي قدرتها على محاسبة السلطات الاسرائيلية على احتلالها، كما يزيد الضغط على القوى الغربية للعمل من أجل حل الدولتين. عملياً، يسمح الاعتراف للفلسطينيين بـ:
– افتتاح سفارات تتمتع بكامل الصفة الدبلوماسية
– إبرام اتفاقيات تجارية
– كسب الدعم في المنتديات الدولية
– التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية

يقرأ  الوكالة الأممية للرقابة تكشف عن يورانيوم في موقع نووي سوري مزعوم من عهد الأسد — أخبار الطاقة النووية

ومع ذلك، فإن الاعتراف لن يوقف الاحتلال العسكري العنيف لإسرائيل. فعلى الرغم من أن للاعتراف آثاراً رمزية وقانونية مهمة، إلا أنه لا يغير فوراً سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة، لكنه يعكس تصاعد التأييد الدولي لقيام دولة فلسطينية.

قال مارتن غريفيثس، مدير Mediation Group International، لبي بي سي (Al Jazeera ذكرته أيضاً) إن اعتراف الدول بفلسطين خطوة أولى فقط. وأضاف: “هذه نقطة الدخول، لكنها ليست نقطة النهاية”، وحث دولاً مثل المملكة المتحدة على الالتزام بواجباتها أمام محكمة العدل الدولية بتسهيل المساعدات الإنسانية، ووقف مبيعات الأسلحة، ورفع الحصارات. كما أشار إلى ضرورة دعم الإصلاحات لجعل السلطة الفلسطينية “مؤهلة للقيام بدورها”، مستشهداً بمبادرات من فرنسا والسعودية والنرويج وإسبانيا.

“هذا يمنح أملاً … لكنه لا يضمن مستقبلاً بعد”، قال غريفيثس.

مع المكسيك، سجلت هذه الدول 11 اعترافاً جديداً في عام 2025، ليصل مجموع الاعترافات منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023 إلى 20 اعترافاً، ما يعكس موجة متزايدة من الاعتراف الدولي بفلسطين.

رد فعل إسرائيل
وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قمة الأمم المتحدة حول دولة فلسطين بأنها “سيرك” وقال إن خطوات الاعتراف تكافئ “الإرهاب”. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الرسالة معتبراً أن اعتراف المملكة المتحدة هدية لحماس، ومؤكداً أن قيام دولة فلسطينية “لن يحدث”.

لمحة تاريخية عن اعتراف بالفلسطين
في 15 نوفمبر 1988، وخلال الانتفاضة الأولى، أعلن ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. سارعت أكثر من 80 دولة، خصوصاً من دول الجنوب العالمي في أفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية والعالم العربي، بالاعتراف بها. أما الاعترافات الأوروبية في تلك الفترة فكان معظمها من دول كانت ضمن المعسكر السوفيتي السابق.

يقرأ  منظور من أمام حامل اللوحةرؤية من على حامل الرسممن نافذة حامل اللوحة

في 13 سبتمبر 1993، شكلت اتفاقيات أوسلو أول مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي رسمت تصور قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لكن ذلك التصور لم يتحقق.

في عام 2012، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة (138 مؤيداً، 9 معارضين، و41 ممتنعاً) لمنح فلسطين صفة “دولة مراقب غير عضو”، ما يعني أنها لا تملك حق التصويت على قرارات الجمعية لكنها تستطيع حضور الاجتماعات والمشاركة في المناقشات.

لا يزال لأعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين — الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة — حق النقض (الفيتو)، وهو وضع اكتسبوه عام 1945 كمنتصرين رئيسيين في الحرب العالمية الثانية، ويتيح لأي منهم إبطال قرار مهما كانت مكانة التأييد الدولي.

في 18 أبريل 2024، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لتعطيل قرار كان يحظى بدعم واسع يمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مانعة بذلك الترقية رغم الدعم الدولي الواسع. للولايات المتحدة تاريخ طويل في استخدام الفيتو لإسقاط قرارات تنتقد إسرائيل، وقد مارسته على الأقل خمسين مرة منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة، مما حال دون تبني إجراءات تتناول الأعمال العسكرية الإسرائيلية أو المستوطنات غير القانونية أو احتلال الأراضي الفلسطينية.

أضف تعليق