صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المحادثات تعد «محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي» بين البلدين.
نُشر في 3 ديسمبر 2025
إسرائيل ولبنان على وشك إجراء أول محادثات دبلوماسية مباشرة بينهما منذ عقود، بعد أن أرسلت كلٌّ منهما مبعوثين مدنيين إلى هيئة تتابع الالتزام بهدنة 2024 المتذبذِبة.
لا تعترف لبنان بإسرائيل رسمياً، وأعلنت بيروت يوم الأربعاء أن وفدها سيُقاد للمرة الأولى من قِبل شخصية مدنية، بينما قالت تل أبيب إنها سترسل دبلوماسياً ضمن وفدها.
لم تُفصح السلطات عن مكان أو توقيت اجتماع اللجنة العسكرية التي تراقب الهدنة، لكن هناك أمل بأن يشير هذا التطور إلى اتساع نطاق الحوار بين الخصمين القديمين.
جاء قرار لبنان استجابةً لطلب أميركي طويل الأمد، وبعد أن «أُبلغت الدولة بأن إسرائيل وافقت على إشراك عنصر غير عسكري في وفدها»، وفق بيان صدر عن مكتب الرئيس جوزف عون.
ستُوفَد لبنانياً شخصية السفير السابق لدى واشنطن، سيمون كرم، إلى المحادثات.
من جانبها، كُلّف القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيل رايش بتعيين ممثل للاجتماع المزمع عقده قرب الخط الأزرق المُحدَّد من قِبل الأمم المتحدة كحد غير رسمي بين الدولتين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها «أرعوت شيفا»، أن الممثل الإسرائيلي هو أوري رِزنيك من مجلس الأمن القومي.
قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «هذه محاولة أولية لإرساء أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان».
قضية مثيرة للانقسام
قالت زينة خضر مراسلة الجزيرة في بيروت إن اللقاء يمثل خطوة «مهمة» لبلدٍ يواجه ضغوطاً أميركية للانخراط في محادثات مباشرة مع إسرائيل. وأضافت أن الموضوع «شديد الانقسام والحساسية» داخل لبنان حيث يعتبره كثيرون عدواً، وأن إرسال مدني إلى الاجتماع يُنظر إليه على أنه تنازل من قبل الحكومه اللبنانية.
أشار الرئيس عون في الأشهر الأخيرة إلى انفتاحه على مفاوضات تهدف إلى بلورة هدنة أكثر صلابة من تلك التي رُعيت في نوفمبر 2024.
ورغم الهدنة، واصلت إسرائيل غاراتها على لبنان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، بينهم ما لا يقل عن 127 مدنياً بحسب الأمم المتحدة. وتقول إسرائيل إن استهدافها يتركز على عناصر وبنية تحتية لحزب الله لوقف قدرته على إعادة بناء إمكاناته العسكرية.
ويأتي ذلك في ظل ضغوط أمريكية على حكومة لبنان للوفاء بالتزامها بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام. من جهته، رفض أمين عام حزب الله نعيم قاسم الدعوات إلى نزع السلاح، مؤكداً أن سيادة لبنان لا تتحقق إلا بإنهاء «العدوان» الإسرائيلي.