متمردو جيش التحرير الوطني الكولومبي يستعدون للقتال وسط تهديد دونالد ترامب بـ«التدخل»

جيش التحرير الوطني يعلن تدريبات عسكرية ويأمر المدنيين بالبقاء في منازلهم

أبلغت أكبر قوة متمردة باقية في كولومبيا المدنيين الخاضعين لسيطرتها بالبقاء في المنازل مدة ثلاثة أيام، بينما تجري تدريبات عربية واسعة النطاق رداً على ما وصفته بتصعيد تهديدات من الولاات المتحدة.

أصدرت جماعة جيش التحرير الوطني، اليسارية التوجه، أمر الإغلاق يوم الجمعة، مطالبة السكان بتجنب طرق رئيسية وأنهار اعتباراً من صباح الأحد، في ظل استعدادات وصفتها الجماعة بأنها لصد “التدخل الإمبريالي”.

جاء الإعلان بعد تحذيرات من الرئيس دونالد ترامب بأن دولاً مصنِّعة ومصدِّرة للكوكايين إلى الولايات المتحدة قد تتعرض لضربات عسكرية أو حتى لغزوات برية.

وقالت الجماعة إن “من الضروري عدم اختلاط المدنيين بالمقاتلين لتفادي الحوادث”، في تبرير لإجراءاتها التي اعتبرها مسؤولون حكوميون قمعية.

رفض وزير دفاع كولومبيا بيدرو سانشيز التوجيه المتمرد واصفاً إياه بأنه “لا يعدو كونه إكراهاً إجرامياً”، مؤكداً أن القوات الحكومية ستبقى حاضرة “في كل جبلٍ وكل غابةٍ وكل نهر”.

تعكس التحركات تصعيداً في المواجهة بين واشنطن وبوغوتا، في ظل تزايد حدة الخطاب الذي يشنه ترامب ضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو.

في وقت سابق هذا الأسبوع قال ترامب لرجال أعمال إن على بيترو “أن يحسن تصرفه أو سيكون التالي”، مستشهداً بإنتاج الكوكايين كمبرر لاحتمال اتخاذ إجراء، ومشيراً إلى تعزيز عسكري أميركي قرب فنزويلا وسط تهديدات بإزاحة رئيسها نيكولاس مادورو.

في الأيام الأخيرة فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة على فنزويلا، استهدفت إخوة زوجة مادورو وعددًا من ناقلات النفط وشركات الشحن المرتبطة بها، وذلك في سياق ضغوط متصاعدة على كاراكاس بعد استيلاء أميركي على ناقلة نفط فنزويلية.

ردّ بيترو على تحركات ترامب، بما في ذلك العقوبات الشخصية، بموقف تصادمي مماثل، محذراً ترامب هذا الشهر من “إيقاظ النمر” ومؤكداً أن أي هجوم على الأراضي الكولومبية سيكون بمثابة إعلان حرب. كما دعا نظيره الأميركي لمعاينة هدم مختبرات المخدرات بنفسه، وقال إن إدارته تدمر منشآت مخدِّرات كل أربعين دقيقة، فيما احتفت الحكومة أخيراً بما وصفته بأكبر عملية ضبط للكوكايين خلال عقد.

يقرأ  الاعتراف وحده لا يكفي: مخاوف فلسطينية في الضفة الغربية

تسيطر جماعة الـELN، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 5800، على مناطق واسعة منتجة للمخدرات، لا سيما إقليم كاتاتومبو على الحدود مع فنزويلا، حيث تمارس نفوذاً واسعاً على الأرض.

زارت مراسلة الجزيرة تيريزا بو مناطق تحت سيطرة الجماعة في نوفمبر فوجدت سلطة غير منازعة، مع مقاتلين يرفعون لافتات مكتوب عليها أن “السلام التام فشل” وعدم وجود جنود حكوميين مرئيين.

أحد القادة الميدانيين، الملقب بـ”ريكاردو”، ألمح خلال المقابلة إلى احتمال انضمام المتمردين لمقاومة أوسع في حال شنّت الولايات المتحدة هجوماً على فنزويلا، محذراً من أن مثل هذا التدخل قد يثير استجابة مسلحة في أنحاء أميركا اللاتينية ووصف تحركات واشنطن بأنها انتهاك لحق الشعوب في تقرير مصيرها.

حاولت المنظمة الدخول في محادثات سلام مع آخر خمس حكومات كولومبية دون تحقيق اختراق حقيقي؛ فقد انهارت المفاوضات مع إدارة بيترو بعد هجوم شنّه الـELN في كاتاتومبو يناير الماضي أودى بحياة أكثر من مئة شخص وأجبر آلافاً على النزوح.

وعلى الرغم من المبررات الأيديولوجية التي تسوّقها الجماعة، فإنها تحصل على موارد مالية كبيرة من شبكات تهريب المخدرات، متنافسة مع مقاتلين سابقين من القوات المسلحة الثورية (فارك) الذين رفضوا نزع السلاح بعد اتفاق السلام عام 2016 للسيطرة على مناطق زراعة الكوكا وممرات التهريب.

من جانبها، تدهورت العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة بشكل حاد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض؛ فقد فرضت واشنطن عقوبات شخصية على بيترو وألغت تأشيرته بعد مشاركته في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك، وأخرجت كولومبيا من قائمة الشركاء الموثوقين في مكافحة المخدرات.

في الوقت نفسه نشر ترامب أكبر حاملة طائرات تملكها الولايات المتحدة ونشر نحو 15 ألف جندي في منطقة الكاريبي، وأمر بأكثر من عشرين ضربة عسكرية في الأشهر الأخيرة استهدفت سفناً يُزعم ارتباطها بتهريب المخدرات في الكاريبي وسواحل المحيط الهادئ في أمريكا اللاتينية، أسفرت عن مقتل أكثر من ثمانين شخصاً.

يقرأ  تحفيز ذكر جنسيًا لتجنُّب التزاوج بين الأقارب

نددت منظمات حقوق الإنسان، وعدد من الديمقراطيين داخل الولايات المتحدة، والعديد من دول أميركا اللاتينية بهذه الضربات باعتبارها عمليات قتل خارج نطاق القانون تستهدف مدنيين.

أضف تعليق