مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ مشروع تمويل مع اقتراب نهاية الإغلاق التاريخي

مشهد الموافقة: لحظة تمرير مجلس الشيوخ الأمريكي لمشروع قانون قد ينهِي الإغلاق الحكومي

أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون تمويلي حاسم قد يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد في غضون أيام. جاء التصويت متأخراً مساء الاثنين بفارق 60 صوتاً مقابل 40، بعد انضمام شبه كامل لنواب الحزب الجمهوري إلى ثمانية ديمقراطيين انشقوا عن كتلتهم للموافقة على الاتفاق الذي يموّل الحكومة حتى نهاية يناير.

الخطوات المقبلة
المشروع الآن أمام مجلس النواب، حيث يجب أن يمرّ قبل أن يوقّعه الرئيس دونالد ترامب ليصبح نافذاً. وأشار ترامب في وقت سابق من الاثنين إلى استعداده للتوقيع إذا مرّ القانون في مجلس النواب. جاء الاتفاق بعد مفاوضات أجريت خلال عطلة نهاية الأسبوع، شارك فيها بعض الديمقراطيين مع الجمهوريين لإنهاء الاغلاق وإعادة الموظفين الفدراليين إلى عملهم واستئناف الخدمات الأساسية.

من صوت ولماذا
يمتلك الجمهوريون أغلبية 53–47 في مجلس الشيوخ، ولذلك كان لزاماً تجاوز عتبة 60 صوتاً لتمرير المشروع. انضم إلى التصويت المؤيد نواب ديمقراطيون بارزون هم ديك دوربين، جون فيتِرمان، كاثرين كورتيز ماستو، ماجي حسن، تيم كاين، جاكي روزن وجين شاهين، وانضم إليهم أيضاً النائب المستقل عن مين، أنغس كينغ، الذي يجالس مع الديمقراطيين. أما الوحيد من الجمهوريين الذي صوّت ضد المشروع مع غالبية الديمقراطيين فكان راند بول من كنتاكي.

أجواء التصويت وردود الفعل
أُعلن تمرير المشروع في قاعة خالية إلى حد كبير، لكن النواب الذين بقوا حتى النهاية هتفوا وصفقوا. وقالت السيناتور سوزان كولينز، وهي جمهورية لعبت دوراً مركزياً في صياغة المشروع، بعد التصويت: «سنعيد فتح الحكومة، وسنضمن أن الموظفين الفدراليين… سيتقاضون الآن التعويضات التي استحقوها ويستحقونها». وقطاع واسع من الخدمات الحكومية مُعلّق منذ أكتوبر، ويبلغ عدد الموظفين الفدراليين المتأثرين بحالة الإغلاق نحو 1.4 مليون موظف إما في إجازة غير مدفوعة أو يعملون دون أجر.

يقرأ  حالات عمليةلاستخدام حلول بلا شيفرة في التعلّم والتطوير

آثار الإغلاق
تفاقمت تأثيرات الإغلاق لتشمل مجالات عدة، منها الطيران المدني الأمريكي وبرامج الإعاشة الغذائية التي يستفيد منها نحو 41 مليون مواطن من ذوي الدخل المحدود. يوم الاثنين وحده ألغيت أكثر من 2400 رحلة داخل الولايات المتحدة، وفقاً لمتعقّب حركة الطيران FlightAware، وأُخِّرت ما لا يقل عن 9000 رحلة.

عودة النواب وانقسام الأجندة
حوّل زعيم مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، النواب إلى واشنطن بعد أن بدا أن اتفاق الشيوخ قاب قوسين أو أدنى. سيفتتح مجلس النواب مناقشاته حول المشروع يوم الأربعاء، مع غموض بشأن طول عملية المناقشة، في ظل أغلبية جمهورية ضئيلة بمقعدين يجعل كل صوت ذا وزن بالغ.

مضمون الاتفاق
يمدّد الاتفاق تمويل الحكومة حتى 30 يناير، ويتضمن تمويلاً كامل السنة لوزارة الزراعة، وتمويلاً لمشروعات البناء العسكرية والهيئات التشريعية. كما يضمن التعويض الكامل لكل الموظفين الفدراليين عن الفترة التي شملها الإغلاق، ويشمل تمويلاً لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلي (SNAP) — الذي يغذي نحو واحد من كل ثمانية أمريكيين — حتى سبتمبر المقبل.

وتضمن الحزمة أيضاً التزاماً بإجراء تصويت في ديسمبر بشأن تمديد دعم الرعاية الصحية الذي ينتهي هذا العام، وهي النقطة التي كان الديمقراطيون يشترطون التنازل عنها قبل دعم أي تمويل حكومي جديد. وقد تفاوض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون مع البيت الأبيض بشأن الاتفاق، بمشاركة السيناتورين الديمقراطيتين جين شاهين وماجي حسن، والنائب المستقل أنغس كينغ.

احتدام الخلافات داخل الحزب الديمقراطي
أثار تصويت بعض الديمقراطيين المؤيدين لإنهاء الإغلاق انتقادات لاذعة من داخل صفوف الحزب؛ فقد وصف حاكم كاليفورنيا غافن نيوزوم القرار بأنه «مخزٍ»، بينما قال زعيم الأقلية في المجلس تشاك شومر إن الحزمة «تفشل في معالجة أزمة الرعاية الصحية الأمريكية بشكل جوهري». من جهته، دافع تيم كاين عن مواقفه مشيراً إلى أن الموظفين الفدراليين الذين يمثلهم يُعبرون عن امتنانهم للمساعدة الفورية التي يقدّمها الاتفاق.

يقرأ  ٢٥ عاماً من الرؤى للتعلّم والتطوير المعاصر — إطلاق الكتاب الإلكتروني

المآلات المحتملة
وعد زعيم الأغلبية في الشيوخ بالبحث في مسألة دعم الرعاية الصحية بحلول الأسبوع الثاني من ديسمبر؛ لكن في مجلس النواب أعلن مايك جونسون أنه لن يعرض هذه المسألة للتصويت، ما يفتح سيناريوهات متقلبة بشأن مستقبل الدعم طويل الأمد للنفقة الصحية. في غضون ذلك، كرر ترامب استعداده لتوقيع مشروع القانون قائلاً للصحفيين من المكتب البيضاوي إن «الصفقة جيدة جداً وسنفتح بلادنا بسرعة».

أضف تعليق