علماء بارزون في دراسات الإبادة الجماعية يعلنون رسمياً أن حرب إسرائيل على غزة تطابق تعريف الأمم المتحده للإبادة الجماعية
نُشر في 1 سبتمبر 2025
أعلن أبرز المختصين في مجال دراسات الإبادة الجماعية أن سياسة وسياسات إسرائيل في قطاع غزة تُطابق التعريف القانوني للإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، في تدخل بارز من خبراء قانون دولي مرموقين.
الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية (IAGS)، وهي هيئة أكاديمية تضم نحو 500 عضو تأسست عام 1994، أصدرت قراراً يوم الإثنين يقول إن سياسات وإجراءات إسرائيل في غزة تستوفي عناصر تعريف الإبادة الجماعية الوارد في الاتفاقية الأممية.
«هذا بيان حاسم من خبراء في مجال دراسات الإبادة الجماعية بأن ما يحدث على الأرض في غزة هو إبادة جماعية»، قالت ميلاني أوبراين، رئيسة IAGS وأستاذة القانون الدولي في جامعة غرب أستراليا، لوكالة رويترز يوم الإثنين.
حظي القرار بتأييد ساحق، إذ صوّت لصالحه 86 بالمئة من الأعضاء. وطالب القرار إسرائيل بوقف «الاعتداءات المتعمدة على المدنيين بما في ذلك الأطفال؛ التجويع؛ حرمان المساعدات الإنسانية والمياه والوقود وغيرها من الضروريات؛ العنف الجنسي والإنجابي؛ والتهجير القسري».
قال سيرغي فاسيليف، أستاذ القانون الدولي في الجامعة المفتوحة بهولندا، لوكالة رويترز إن هذا الإعلان يعكس توافقاً نما داخل الأوساط الأكاديمية: «هذا التقييم القانوني أصبح سائداً داخل الحقل الأكاديمي، لا سيما في دراسات الإبادة الجماعية».
من جهته قال إسماعيل الثوابته، مدير المكتب الإعلامي لحكومة غزة، إن «الموقف العلمي المرموق يعزّز الأدلة والوقائع الموثقة أمام المحاكم الدولية». وأضاف أن القرار «يفرض التزاماً قانونياً وأخلاقياً على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الجريمة وحماية المدنيين ومحاسبة قادة الاحتلال».
تزايد المتاعب القانونية لإسرائيل
جاء هذا القرار فيما تواجه إسرائيل قضية منفصلة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث تتهم أيضاً بارتكاب جرائم إبادة جماعية. كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر توقيف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
منذ إطلاق إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، وتعرضت الغالبية العظمى من السكان للتهجير مرة واحدة على الأقل، كما دُمِّرت أو تضررت معظم مباني القطاع.
وأكدت رصدية دولية مدعومة من الأمم المتحدة وجود مجاعة في أجزاء من غزة، نتيجة مباشرة للحصار والحملات الجوية الإسرائيلية التي قيدت بشكل متعمد الغذاء والمياه والدواء.
سبق لـ IAGS أن اعترفت بإبادات جماعية في البوسنة والهرسك ورواندا وأرمينيا وميانمار. وتنص الاتفاقية الأممية التي استند إليها القرار على تعريف الإبادة الجماعية بأنها جرائم تُرتكب «بنية تدميرٍ كلي أو جزئي لمجموعةٍ قومية أو عرقية أو دينية أو وطنية».
أشار القرار أيضاً إلى أن هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 يشكل جرائم دولية، لكنه شدد على أن هذه الأفعال لا تبرر ارتكاب إبادة جماعية.
في الأسبوع المنصرم، حثّ مئات العاملين في مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة المفوض السامي فولكر تورك على وصف حملة إسرائيل صراحةً بأنها إبادة جماعية، مما يعكس تزايد الإجماع الدولي على هذا التقييم.