محكمة جنوب أفريقيا اعتداء شرطة الأبارتايد أدى إلى مقتل الحائز على جائزة نوبل ألبرت لوتولي

حكم قضائي: وفاة الحائز على نوبل ألبرت لوثولي كانت نتيجة اعتداء

أصدرت محكمة جنوب أفريقية حكماً قضائياً قضى بأن وفاة الحائز على جائزة نوبل ألبرت لوثولي عام 1967 لم تكن حادثاً عرضياً كما ساد الاعتقاد، بل كانت نتيجة اعتداء نفذته عناصر من شرطة الفصل العنصري. القرار نقض استنتاجات تحقيق أُجري في ظل نظام الفصل العنصري الذي خلَص آنذاك إلى أن لوثولي توفي بعد دهسه بواسطة قطار شحن أثناء سيره على مسار سكة حديد.

التحقيق الذي أعيد فتحه هذا العام جاء استجابة لشكوك روّاد الحراك ومقربين من العائلة الذين طالما شككوا في نتائج التحقيق الأولية واعتبروا أن السلطات آنذاك قد تسبّبت في وفاته ثم أخفت الأدلة. وقد خلصت القاضية نومبوميليلو راديبي، عند نطق الحكم، إلى أن سبب الوفاة كان كسراً في جمجمة الرأس ونزيف دماغي وارتجاج مرتبطين باعتداء. عائلته رحبت بالحكم معتبرة إياه “الخطوة الأولى في سبيل تحقيق العدالة أخيراً”.

أوردت المحكمة أن وفاة لوثولي تُعزى إلى اعتداء قام به أعضاء فرع الأمن الخاص في شرطة جنوب أفريقيا، بالتواطؤ ومع بعض موظفي شركة السكك الحديدية جنوب أفريقية. وسَمّت المحكمة سبعة أشخاص تُعذر الأماكن التي يتواجدون فيها حالياً، وإذا تم العثور عليهم فقد يواجهون تهمًا جنائية.

ألبرت لوثولي كان زعيماً في المؤتمر الوطني الأفريقي المحظور آنذاك، ونال جائزة نوبل للسلام عام 1960 لقيادته النضال ضد سياسة الفصل العنصري. وقاد الحزب لاحقاً كفاحًا ضد حكم الأقلية البيضاء، ثم تولى السلطة بعد أول انتخابات ديمقراطية عام 1994.

تأتي هذه القضية من محكمة بيتيرماريتزبيرغ العليا في إطار جهود متجددة تبذلها السلطات الجنوب أفريقية لتقديم العدالة لضحايا جرائم حقبة الفصل العنصري ومنح ذويهم بعض الاطمئنان. في نيسان/أبريل أعادت الهيئة الوطنية للادعاء فتح تحقيقات جديدة في وفاة لوثولي، وفي الشهر الماضي أعيد فتح تحقيق آخر في وفاة الزعيم المناهض للفصل العنصري ستيف بيكو الذي توفي في حجز الشرطة عام 1977 بعد تعرّضه للتعذيب. وفي أيار/مايو، أنشأ الرئيس سيريل رامافوزا لجنة قضائية للنظر في ادعاءات التأثير غير المشروع أو الإبطاء في سير التحقيقات والملاحقات المتعلقة بجرائم الحقبة السابقة.

يقرأ  اليونيسف: السمنة أصبحت الشكل الرئيسي لسوء التغذية الذي يطال الشباب

قالت ناطقة باسم عائلة لوثولي بعد قراءة الحكم إنه يمثل بداية تحقيق العدالة، بينما رحبت ماهلينغي بهينغو الناطقة باسم المؤتمر الوطني الأفريقي ووصفت القرار بأنه يصحّح تحريفاً تاريخياً طال أمده ويُعيد للذكرى الكرامة والحقائق التي يستحقها أحد أعظم أبناء جنوب أفريقيا.

أضف تعليق