مخاوف متزايدة بشأن المدنيين بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر — أخبار الأزمات الإنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يحذّر من «تصعيد رهيب» فيما يرفع مسؤولون صفارات الإنذار بعد ورود تقارير عن عمليات قتل للمدنيين.

الأمم المتحدة أطلقت نداء عاجلاً لحماية وتمكين مرور آمن لمئات الآلاف من المدنيين في مدينة الفاشر، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع — الجماعة شبه العسكرية — أنها سيطرت على المدينة المحاصرة.

أطلق رئيس مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، توم فليتشر، تحذيراً يوم الاثنين مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين وعمليات نزوح قسري في عاصمة ولاية شمال دارفور.

الحصار على الفاشر مستمر منذ نحو 18 شهراً في محاولة للسيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور الشاسع. وقد حوصر القتال ما لا يقل عن 250 ألف مدني ودفعت المعارك مئات الآلاف الآخرين إلى الفرار من منازلهم.

«مع تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطع طرق الهروب، أصبح مئات الآلاف من المدنيين محاصرين ومذعورين — يتعرضون للقصف، ويعانون من الجوع، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والغذاء والأمان»، قال فليتشر في بيان، واصفاً حالة الفاشر بأنها «على شفير الانهيار». ودعا أيضاً إلى وصول إنساني غير مقيد وممرات آمنة لجميع المدنيين الفارين من القتال. «وقف إطلاق النار الآن، في الفاشر، في دارفور وفي كل أنحاء السودان»، كتب فليتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي وقت لاحق يوم الاثنين حذر الأمين العام للأمم المتحدة من «تصعيد رهيب»، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية في السودان، الذي يشهد حرباً أهلية منذ أبريل 2023، أصبحت «لا تُطاق». وطالب غوتيرش جميع الدول التي تتدخل في الصراع وتلك التي «تزود أطراف الحرب بالأسلحة» بوقف تقويض جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

قوات الدعم السريع تعزز قبضتها على دارفور

اعتبر مراقبون أن سيطرة الفاشر قد تشكل نقطة مفصلية في الحرب الأهلية السودانية، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير 12 مليون شخص وترك 30 مليوناً بحاجة إلى مساعدات، ما يجعلها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

يقرأ  الشرطة الأسترالية تطارد مطلق النار بعد مقتل شرطيين في بلدة ريفية

من الخرطوم، نقلت مراسلة الجزيرة هبة مورغان أن سيطرة الفاشر ستعزز قبضة قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور. «هذا يعني أن للدعم السريع مزيداً من الاستقلالية في المنطقة الغربية»، قالت مورغان، مرجحة أن يدفع ذلك المقاتلين حتى المطالبة بفصل دارفور عن بقية السودان.

على الرغم من تصريحات قوات الدعم السريع بضمان حماية المدنيين، تتهمها منظمات وطواقم ميدانية بارتكاب فظائع في الفاشر. وذكرت شبكة أطباء السودان أن عناصر الدعم السريع نفذوا عمليات قتل لمدنيين أعزل على «أسس عرقية». وأضافت الشبكة: «تقارير فرقنا الميدانية تشير إلى أن عدد الضحايا يتجاوز العشرات، رغم صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة بسبب الانهيار الأمني الكامل الذي تسببت به قوات الدعم السريع». ولم يتسنّ التحقق المستقل من هذه المعلومات.

من جانبه، طالب مني مناوي، حاكم دارفور المتحالف مع الجيش السوداني، بحماية المدنيين من تقدم قوات الدعم السريع، ودعا لوكالة الأنباء الفرنسية إلى إجراء «تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر» المنسوبة إلى الجماعة. وفي المقابل نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن وزير الإعلام خالد العشير رفضه ادعاءات تقدم الدعم السريع في الفاشر واصفاً إياها بـ«حرب نفسية»، ومؤكداً أن «التمرد… انهار وهُزم في عدة مواقع».

الواقع على الأرض يظل مضطرباً ويفوق قدرة الاستجابة الإنسانية، ما يستدعي ضبطاً دولياً عاجلاً لوقف نزيف المدنيين وتأمين الوصول الإنساني الآمن إلى المحتاجين.

أضف تعليق