مدن فرنسية ترفع العلم الفلسطيني رغم حظرٍ حكومي قبيل قرار اعتراف محتمل — أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

باريس ترفع العلم الفلسطيني في مدنٍ عدة تحضيراً لِـاقرار دولة فلسطينية في الأمم المتحدة

بادر عدد من رؤساء البلديات الفرنسية إلى رفع العلم الفلسطيني على واجهات مقرات بلدياتهم، مخالفين توجيهاً حكومياً يدعو إلى إنزاله، وذلك قبل أن تنضم باريس إلى دول أوروبية وغربية أخرى في خطوة إعلان اعترافها بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أعلنت وزارة الداخلية، صباح الاثنين، أن 21 بلدية رفعت العلم الفلسطيني حسب إحصاءاتها، رغم توجيهات وزير الداخلية برونو ريتايو، المنتمي إلى حزب الجمهوريين اليميني، التي طالبت السلطات المحلية بالالتزام بـ«الحيادية». وكان متوقعاً انضمام عدد أكبر من البلديات إلى هذا التحرك التضامني.

ردّ رؤساء البلديات جاء استجابة لِدعوة زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور، الذي وصف تصرّف ريتايو بـ«وقاحة لا تُطاق»، وطالب الوزير المستقيل هذا الأسبوع بالتنحّي. وقال فور: «أأسف لأن الوزير لم يجد ما يفعله سوى إدانة رؤساء البلديات الذين يقومون بواجبهم في التضامن. كيف نعتبر اليوم هذا الفعل مرفوضاً بينما لا ندين ما يجري في غزة؟»

في تغريدة مترجمة عن نائبٍ محلي، جاء: «في هذا اليوم التاريخي كنت هذا الصباح إلى جانب العمدة ماثيو هانوتين وأوليفييه فور في سان دوني لرفع العلم الفلسطيني أمام دار البلدية.» (22 سبتمبر 2025)

رفضت جاكلين بلهوم، عمدة ضاحية مالاكوف المنتمية للحزب الشيوعي، أمر الشرطة بإزالة العلم يوم الجمعة، ووصفت أمر الإزالة بـ«انقلاب إداري من الولاية». قالت بلهوم لوكالة الأسوشييتد برس: «هذا رمز ذو دلالة مهمة، تماماً كما فعلنا قبل فترة برفع العلم الأوكراني عند تضامننا مع الشعب الأوكراني الذي تعرّض لهجوم روسيا.»

في نانتس، رحبت عمدة الحزب الاشتراكي يوهانا رولان بقرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين وعلّقت: «نانتس تساند هذا القرار التاريخي لجمهورية فرنسا برفع العلم الفلسطيني لليوم.» وكتب كريم بوامران، عمدة إحدى ضواحي باريس، على منصة إكس أن «العديد منا ناضلوا لسنوات ليأتي هذا اليوم»، مضيفاً أن «سانت أون نفخر بتزيين واجهة البلدية بالعلم الفلسطيني.»

يقرأ  رئيس أركان الجيش الجنوب أفريقي يتعرّض لانتقادات بعد دعمه لإيران — أخبار التجارة الدولية

تأتي خطوة باريس لإعلان الاعتراف بدولة فلسطين أمام الأمم المتحدة بينما تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة عامها الثاني تقريباً، حيث قُتل أكثر من 65,000 فلسطيني وأُصيب مئات الآلاف بين مدنيين وعسكريين على حدٍّ سواء، فيما تستمر المساعي الدولية لفرض وقف إطلاق نار سائد في قلب مناقشات قمة القادة في نيويورك.

دافع وزير الخارجية جان-نويل بارو عن القرار تحت ضغوط متزايدة، واعتبر أن اعتراف الدول بفلسطين يعد «تبرؤاً قاطعاً» من حماس و«انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لفرنسا». في المقابل، وصفت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني، الخطوة بأنها «خطأ جسيم للغاية»، قائلة إن «ما يعترف به إيمانويل ماكرون اليوم هو هامستان وليس فلسطين». وردّت ماثيلد بانو، من حزب فرنسا الأبية، بأن لوبان تدعم عملياً الإبادة ضد الفلسطينيين.

دعا دومينيك دو فيلبان، رئيس وزراء سابق بارز، القادة إلى عدم تجاهل «المأساة الإنسانية الجارية في غزة» في خضم تحرّكات الاعتراف السياسي. الجمهور الفرنسي المحلي وممثلّوه البلديون يبدو أنهم اختاروا في كثير من المدن موقف التضامن، رافعين الأعلام ومؤكدين أن الرسالة رمزية وسياسية في آنٍ واحد.

أضف تعليق