خلصت دراسة نُشرت في العدد الأخير لهيئة الآثار الإسرائيلية إلى أن إنتاج زيت الزيتون كان المحرك الاقتصادي المركزي لمملَكة إسرائيل القديمة.
أظهر كشف أثري لمركزٍ محصّن لإنتاج زيت الزيتون من العصر الحديدي في بيت أريح أن هذه الصناعة شكّلت قوة اقتصادية ضاربة في مملكة إسرائيل القديمة.
تناول مجلد صدَر في آب/أغسطس عن هيئة الآثار الإسرائيلية موضوع الصناعة والإنتاج والحِرَف في العصور القديمة، واستعرض محركات الاقتصاد في جنوب بلاد الشام.
قارَن الباحث ديفيد إيتام منشأة لمعالجة الزيت عُثر عليها في موقع بيت أريح الحديث مع منشآت قريبة في قلعة، خربة دير دغلة، وقرنة بير التل.
توصل إلى أن المواقع الأربعة كانت تحت سيطرة مملكة إسرائيل وساهمت بلا شك في النشاط الاقتصادي الإقليمي خلال القرن الثامن قبل الميلاد.
استناداً إلى نتائج مسحٍ تعود إلى العام 1980، وإعادة تقييمات لتقارير التنقيب، وصور جوية حديثة، اعتبر إيتام أن هذه المواقع شكّلت “جزءاً من مشروع مهم اقامته المملكة إسرائيل” بغرض إرساء مستوطنات في جنوب السامرة بالضفة الغربية.
كشفت الأدلة أن المعاصر تشير إلى وجود مستوطنات ذات طابعٍ شبه ملكي
اكتشف إيتام الموقع في 1979–1980 ونُقبت فيه لاحقاً؛ ويقترح أن أربعة مواقعٍ مماثلة شُيّدت على الأرجح في القرن التاسع قبل الميلاد لتعزيز الاقتصاد الوطني عبر تصدير الزيت.
رغم غياب دليل مباشر على سيطرة ملكية مُباشرة، فإن التحصينات الكثيفة والتخطيط المنظم للمواقع يوحيان بسيطرة سلطة مركزية.
أشارت الدراسة إلى أن غالبية المساكن والمنشآت الريفية في السامرة القديمة لم تكن مخططة أو محصنة بهذا المستوى من الدقة.
علاوة على ذلك، يُشبه تنظيم الموقع تخطيط المدن الإسرائيلية القديمة، ما يدعم فرضية الطابع المركزي لإدارته.
قَيَّم إيتام أن المعصرة الواقعة في موقع خربة خُدش، اليوم بيت أريح، كانت تنتج ما يصل إلى حوالي 11,340 لتراً من زيت الزيتون سنوياً استناداً إلى ثلاثة أو أربعة مخازن استُخدمت لتخزين الإنتاج.
ورجّح الباحث أن الموقع تُرك مهجوراً أثناء الغزو الآشوري في سنة 721 ق.م.
وبالنظر إلى التحصينات والمخازن، يرى إيتام أن المعاصر تُبرِز الأهمية الاقتصادية البالغة لزيت الزيتون في مملكة إسرائيل آنذاك.