مسؤولون أمميون يدينون المجازر «المروعة» في السودان مع تقدم قوات الدعم السريع — أخبار حرب السودان

مسؤولون أمميون يدينون مجازر جماعية في الفاشر ويحذّرون من “هبوط المدينة إلى جحيم أعمق”

أدانت منظمات وأجهزة الأمم المتحدة مجازر واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، وحذّر مسؤولو المنظمة من أن المدينة “نزلت إلى جحيم أظلم”. استولت قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد أن أُجبرت قوات الجيش السوداني على الانسحاب من آخر معاقلها في المنطقة الغربية.

مارتا أما أكيا بوبي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، وصفت الوضع أمام جلسة طارئة لمجلس الأمن بأنه “مرعب بكل بساطة”. وأشارت إلى أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان تلقّى تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي، وإعدامات ميدانية، وتفتيش من منزل إلى منزل أثناء محاولات المدنيين الفرار.

وقالت بوبي إن الوضع في الفاشر فوضوي للغاية، ومن الصعب تقدير عدد القتلى بين المدنيين. “رغم التعهدات بحماية المدنيين، الواقع أن لا أحد آمن في الفاشر”، وأضافت: “لا يوجد طريق آمن لخروج المدنيين من المدينة”.

ومن جهته، أعلن منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحده أن سكان المدينة يتعرضون لما وصفه بـ”فظائع”. توم فلتشر وصف المدينة بأنها كانت بالفعل “مسرحاً لمستويات كارثية من المعاناة البشرية، لكنها نزلت الآن إلى جحيم أظلم”. وأضاف أن هناك تقارير موثوقة عن إعدامات واسعة بعد دخول مقاتلي الدعم السريع إلى المدينة، وأن النساء والفتيات يتعرضن للاغتصاب، وأن أشخاصاً يُشَوَّهون ويُقتَلون من دون أي مساءلة.

ناجون من الهجمات رووا كيف أن حصاراً فرضته قوات الدعم السريع دام 18 شهراً قبل انسحاب جيش السودان، مما حبَس مئات الآلاف داخل المدينة من دون طعام أو ضروريات. منذ يوم السبت فرّ أكثر من 36,000 شخص، غالبيتهم سيراً على الأقدام، إلى مدينة طويلة تقع نحو 70 كيلومتراً غرباً وتستضيف فعلاً ما يقارب 650,000 نازح.

يقرأ  الحرب الإسرائيلية على غزة تُولّد معاناة حادة للأطفال المصابين بالتوحّدأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

تحدثت فاطمة عبد الرحمن، نازحة من الفاشر، عن القصف المتكرر وأثره العنيف: “تعرضتُ للقذائف شخصياً؛ القصف أودى بابنتي، وأصاب ابنتي الأخرى في عينها، وشلّ ابني. جسدي مغطّى بالجراح ومتورّم.” مثل هذه الشهادات تؤكد حجم الدمار النفسي والمادي الذي خلّفه القتال.

سقوط الفاشر في يد الدعم السريع قد يمهد لانقسام جديد في السودان، بعد أكثر من عقد على انفصال جنوب السودان. النزاع الحالي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، وأسفر منذ ذلك الحين عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون نسمة داخل وخارج البلاد.

السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، قال إن ما يحدث في الفاشر ليس حالة معزولة، بل استمرارٌ لنمط منهجي من القتل والتطهير العرقي الذي مارسته هذه الميليشيا منذ تمردها في أبريل 2023. وطالب المجتمع الدولي بإدانة أعمال الدعم السريع وتصنيفها تنظيماً إرهابياً، والمطالبة بانسحابها من الفاشر، وفرض حظر على الأسلحة المفروض قبل عام، وفرض عقوبات على أي قوة خارجية تدعمها.

تقارير منظمات الإغاثة في طويلة تحذر من تدهور الأوضاع مع توافد مزيد من النازحين من الفاشر بينما تنفد الإمدادات الغذائية والطبية. ويتركز العمل العاجل حالياً على توفير الغذاء والماء والرعاية الطبية الطارئة للوافدين الجدد، في ظل مستويات صادمة من الصدمة النفسية بين النازحين.

في خطاب حاد لمجلس الأمن، وصف السفير الحارث ما يجري في الفاشر بأنه “إبادة جماعية بكل المعايير والتعاريف القانونية”. وأضاف أن “النساء والفتيات يتعرّضن للهجوم نهاراً جهاراً”، وتساءل عن دور مجلس الأمن في مواجهة هذه الجرائم.

السنة الماضية، دعت الهيئات الأممية الدول إلى وقف تزويد أطراف النزاع في السودان بالأسلحة، ولجنة بمجلس الأمن سبق أن فرضت عقوبات على قائدين من قوات الدعم السريع بتهمة زعزعة الاستقرار عبر العنف وانتهاكات حقوق الإنسان. السلطات الدولية والمنظمات الإغاثية تؤكد أن الاستجابة الإنسانية لا تزال غير كافية أمام اتساع نطاق الكارثة وعمقها.

يقرأ  في قلب جبال النوبة التحالف الذي يعيد تشكيل الحرب الأهلية في السودان

أضف تعليق