هجمات جديدة قرب بيت لحم والخليل تكشف عن تصاعد العنف الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة
شن مستوطنون إسرائيليون هجومَي حرق واسعَين استهدفا قرى فلسطينية قرب بيت لحم والخليل، في خضم موجة عنف متصاعدة تشنها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
دأب عشرات المستوطنين على اقتحام قرية الجبع، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غربي بيت لحم، يوم الاثنين؛ حيث أشعلوا النار في ثلاثة منازل فلسطينية وكوخ واحد وثلاث سيارات، وفق ما أفاد ذياب مشعلة، رئيس المجلس المحلي. وتمكن السكان من إخماد النيران، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أفادت وكالة وفا أن مستوطنين أضرموا النار في منزل وسيارتين واعتدوا جسدياً على عدد من المدنيين في بلدة سعير شمال شرقي الخليل، تحت حماية القوات الإسرائيلية. وأضافت التقارير أن المهاجمين ضربوا الفلسطينيين بالعصي وبآلات حادة، ما أدى إلى إصابة عدة نساء، في حين منعت القوات سيارات الإطفاء والإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث.
سجل العنف في الضفة هذا العام أرقاماً قياسية، إذ تنفذ جماعات المستوطنين تقريباً هجمات يومية ضد الفلسطينيين تتضمن قتلًا واعتداءات وتدميراً للممتلكات، وغالباً ما تتم هذه الاعتداءات تحت حماية الجيش الإسرائيلي. الأسبوع الماضي أشعل مستوطنون النار في مسجد بقرية دير استيا شمال الضفة.
وتقول لجنة مقاومة الاستيطان والجدار التابعة للسلطة الوطنية إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين نفذوا نحو 2350 هجوماً في أنحاء الضفة الشهر الماضي وحده في “دورة مستمرة من الإرهاب”، تتكشف في ظل حرب غزة. ونادراً ما تُحال هذه الجرائم إلى المحاسبة.
فيما يخص حادثة الجبع، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن “تبحث عن المتورطين” عقب نشر قوات في القرية بعد ورود تقارير عن “عشرات المواطنين الإسرائيليين” الذين أحرقوا وخرّبوا منازل ومركبات.
من جهته، ندّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أشرف على توسع سريع للمستوطنات، بالهجوم ووصف المهاجمين بـ”مجموعة صغيرة متطرفة”، مشيراً إلى عزمه دعوة وزراء الحكومة لاجتماع لبحث المسألة. وصرح وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة X بأن الحكومة “لن تتسامح مع محاولات مجموعة صغيرة من الفوضويين العنيفين والمجرمين الذين يخرقون القانون ويأخذون القانون بأيديهم ويشوهون صورة المجتمع الاستيطاني”.
ومع ذلك دعمت تصريحات كاتس استمرار توسيع المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، قائلاً إن الحكومة “ستستمر في تطوير وتعزيز مشروع الاستيطان في أنحاء يهودا والسامرة”.
وقضت محكمة العدل الدولية العام الماضي — وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة — بأن احتلال الضفة الغربية غير قانوني ودعت إلى إزالة المستوطنات الإسرائيلية من التراب الفلسطيني. وزاد عنف المستوطنين في الوقت الذي تدفع فيه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة نحو ضم رسمي للمناطق، التي تصف منظمات حقوقية رائدة أنظمة فصل وعنصرية كانت سائدة فيها منذ زمن.
وحذّر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليو أن عنف المستوطنين يُنفَّذ “بموافقة ودعم، وفي بعض الحالات بمشاركة قوات الأمن الإسرائيلية”. وفي نادر من نوعه، أدان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس أركان الجيش أيال زمير الأسبوع الماضي تزايد هجمات المستوطنين.