مستوطنون إسرائيليون يُشعلون النار في مستودعٍ وأراضٍ فلسطينية مع تفاقم الهجمات في الضفة الغربية

أقدم مراسلة الشرق الأوسط في القدس تقريراً عن هجوم واسع شنّه عشرات المستوطنين الإسرائيليين على مستودع فلسطيني وقرية بدوية وأراضٍ زراعية شمال الضفة الغرية المحتلة، تخلله إحراق شاحنات وأضرار بالممتلكات وإصابات بين المدنيين الفلسطينيين.

تُظهر لقطات مصوّرة عشرات الرجال المقيّدين الوجوه على تلة شرقي طولكرم، وهم يتجهون نحو مستودع في بيت ليد حيث أشعلوا النار في مركبات وشاحنات. كما التُقطت مشاهد لخيام مشتعلة في قرية دير شرف البدوية، بينما تُسمع صيحات نساء في الخلفية.

وقال وزير السلطة الفلسطينية مؤيّد شعبان، رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان، إن هذه الاعتداءات تُعدّ حملة تهدف إلى فرض “بيئة معادية عبر الترهيب والإرهاب”. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تحرّكت إلى المكان “لفضّ المواجهة باستخدام وسائل لتفريق الشغب” وأوقفَت عدداً من المدنيين الإسرائيليين، مضيفاً أن الجنود تعرّضوا لاحقاً لهجوم من مستوطنين تجمعوا قرب الموقع وأُتلفت مركبة تابعة لهم. وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن أربعة مشتبهين قد أُوقفوا.

وصف رئيس الدولة الإسرائيلية إسحاق هرتزوغ الأحداث الأخيرة بأنها “صادمة وخطيرة”، ولومه موجّه إلى “قلة عنيفة وخطيرة من الأفراد”. كما دان قائد المنطقة المركزية في الجيش، اللواء آفي بلوث، الاعتداءات محذراً من أن مثل هذه الأعمال “تقوّض استقرار الوضع الأمني” وأنه يجب التعامل معها بحزم، مُشيراً إلى أن توجيهاته للجنود واضحة بعدم التواطؤ مع أي جريمة قومية.

تأتي هذه الاعتداءات في ذروة موسم قطف الزيتون، حين يتجه الفلسطينيون إلى أراضيهم الزراعية المحيطة بالبلدات والقرى، وتزامنت مع تحذير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأن عدد هجمات المستوطنين في أكتوبر بلغ أعلى مستوى مسجّل منذ بدء تجميع البيانات قبل نحو عقدين. أفاد المكتب بأن أكثر من 260 هجوماً نفّذها مستوطنون في أكتوبر أسفرت عن إصابات وأضرار مادية أو كلا الأمرين، بمعدل نحو ثماني حوادث يومياً. خلال موسم قطف الزيتون هذا، وثّق المكتب نحو 150 هجوماً أسفرَ عن إصابة أكثر من 140 فلسطينياً وإتلاف أكثر من 4,200 شجرة وغرسة في 77 قرية، بينما سجّل منذ بداية العام نحو 1,500 اعتداء للمستوطنين.

يقرأ  المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا تسجل رقماً قياسياً في 2025 — كايّا كالس

وانتقد منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، توم فليتشر، ما وصفه فشلاً في منع أو محاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات، مؤكداً أن “حماية الفلسطينيين واجبة وأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يسود، ويجب محاسبة المسؤولين”. ويتهم الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان الجيش أحياناً بأنه يحمي أو يسهّل أنشطة مستوطنين متطرفين.

في بيتا قرب نابلس، شيّع المئات الطفل أيّسام معاّى (13 عاماً) الذي دخل في غيبوبة بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش أثناء قطف الأهالي لزيتونهم الشهر الماضي بالقرب من موقع استيطاني يُعرف باسم إفيتار. وفي بيّتا أيضاً أظهرت فيديوهات على مواقع التواصل قيام رجال مقنّعون بضرب فلسطينيين ومسعفين متطوعين ومصور لوكالة رويترز ومستشار أمني، فيما ظهر أيضاً مدرّس فنون من تل أبيب (77 عاماً) مصاباً ونزف من وجهه بعدما شارك في الحصاد.

وفي قرية بورين المجاورة تعرّض جامعو الزيتون لاعتداءات وسُرقت أكياس زيتون، بينما أفاد الجيش بأن “عدة مستوطنين رشقوا الحاصدين بالحجارة” وأسفرت المواجهات عن إصابات بين إسرائيليين وفلسطينيين نُقلوا لتلقّي العلاج، مع قيام جنوده بعمليات لفضّ الاشتباك.

يُعدّ موسم قطف الزيتون حدثاً اقتصادياً واجتماعياً سنوياً مهماً للفلسطينيين، ويأتي هذا التصعيد مع تصاعد وتيرة الاستيطان الرسمي: تقول مجموعة مراقبة الاستيطان “السلام الآن” إن عدد الوحدات السكنية التي طرحَت عطاءاتها في مستوطنات الضفة الغربية خلال 2025 وصل إلى مستوى قياسي سنوي عند 5,667 وحدة سكنية تستوعب نحو 25,000 نسمة. ويُصرّ وزير المالية الإسرائيلي الموالي للمستوطنين، بيتساليل سموتريتش، على تسريع إجراءات التخطيط والموافقة لبناء وحدات استيطانية وتسهيل مصادرة أراضٍ وبناء بنى تحتية، فضلًا عن تقنين مستوطنات عُمرت دون تفويض حكومي سابق، فيما يشغل أيضاً حقيبة شؤون المدنيين في الضفة ويعلن أن غايته تقنين الواقع وضمّ الضفة من facto ومنع قيام دولة فلسطينية.

يقرأ  مالك شركة جوجل يعلن استثماراً بقيمة ٥ مليارات جنيه إسترليني في الذكاء الاصطناعي بالمملكة المتحدةقبيل زيارة ترامب

أضف تعليق