مسيرة إحياء ذكرى مذبحة طلاب المكسيك عام 1968 تُطغى عليها مظاهر التضامن مع غزة

المسيرة السنوية لإحياء ذكرى مذبحة تلاتيلولكو عام 1968، حين استُهدِف طلاب متظاهرون في عاصمة المكسيك، طغت هذا العام عليها المطالب بإنهاء الحرب الابادية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ ما يقرب من عامين.

خرج المتظاهرون يوم الخميس من ساحة تلاتيلولكو — حيث هاجمت القوات المكسيكية قبل 57 عاماً طلاباً كانوا يطالبون بإنهاء عسكرة الدولة ونيل مزيد من الحريات، وقد قُدِّر عدد القتلى في تلك المجزرة بمئات — واتجهوا نحو الساحة المركزية للعاصمة.

لكن مسيرة الثاني من أكتوبر هذا العام كانت حافلة بالأعلام الفلسطينية واليافطات التي تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية الإبادية على غزة. وتُفيد الأرقام بأن إسرائيل قتلت أكثر من 66,000 فلسطيني وأصابت ما لا يقل عن 168,000 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023.

وتأتي المسيرة بعد تهديد إسرائيلي لسكان مدينة غزة الباقين بمغادرتها أو مواجهة “القوة الكاملة” للهجوم البري والجوي، حيث قال وزير الدفاع إسرائيل كاتس إن أي شخص يبقى سيُعتبر “إرهابياً أو مؤيداً للإرهاب”.

القصف المتواصل على مدينة غزة دمر أكبر مركز حضري في الإقليم، حيث يقتل عشرات الأشخاص يومياً، ويقضي على مبانٍ سكنية ومدارس عديدة، ويجبر عشرات آلاف الفلسطينيين على الفرار جنوباً إلى مصير مجهول، وغالباً ما يتعرضون لهجمات أثناء الطريق.

“نشعر بالتعاطف ليس فقط مع أهلنا، أو أولئك الذين ضحى أجدادنا من أجلهم، بل مع كل الرجال والنساء حول العالم الذين يعانون ما عانيناه ذات يوم”، قال إدغار لوبيز، طالب اقتصاد يبلغ من العمر 23 عاماً، شاطر المسيرة وهو يحمل علماً فلسطينياً على ظهره، لوكالة أسوشييتد برس.

ورغم أن غالبية المسيرة سارت سلمياً، قام بعض المجموعات بتخريب واجهات محلات ورشق عناصر الشرطة المتمركزين لحماية القصر الوطني بأشياء، منها قنابل مولوتوف، تجاه مئات من عناصر الأمن.

يقرأ  مسعف أسترالي: مستشفى في غزة تحولت إلى «مذبحة»

تواجه المتظاهرون وقوات مكافحة الشغب بعضهم بعضاً خلال احتجاج لإحياء ذكرى مجزرة 1968 في تلاتيلولكو، عندما أطلق الجنود النار على طلاب محتجين، في مكسيكو سيتي، في 2 أكتوبر 2025 [كلوديا روزيل/أسوشييتد برس].

قدّرت سلطات مدينة مكسيكو أن المسيرة جذبت نحو 10,000 شخص، وقالت الشرطة إن قرابة 350 متظاهراً كانوا مقنّعين ويتصرفون بعنف.

شهد صحفيون من وكالة أسوشييتد برس اعتداءات على ثلاثة من زملائهم على الأقل من قبل الشرطة وبعض المتظاهرين، كما تعرض ضابط شرطة لمحاصرة وهجوم من قبل متظاهرين.

أفادت وسائل إعلام محلية بأن ستة عناصر شرطة على الأقل أصيبوا، لكن السلطات لم تؤكد ذلك فوراً.

وفي سياق متصل، اندلع احتجاج أصغر عفوياً في العاصمة ليلة الأربعاء بعد احتجاز إسرائيل لأعضاء من أسطول الصمود العالمي الذين كانوا يحملون كميات رمزية من المساعدات الإنسانية أثناء محاولتهم كسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 2009.

من بين المحتجزين كان هناك ستة مكسيكيين.

قالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم في وقت سابق من يوم الخميس إن إدارتها طالبت بإعادتهم فوراً إلى البلاد. وتعد المكسيك واحدة من عشرات الدول التي اعترفت بدولة فلسطين.

أضف تعليق