قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إن أدلة الحمض النووي تربط المشتبه به في اغتيال الناشط الأميركي المحافظ تشارلي كيرك الأسبوع الماضي بمسرح الجريمة.
أوضح كاش باتيل أن الحمض النووي الموجود على منشفة ومفكّ براغي تم انتشالهما من مكان الحادث يتطابقان مع تايلر روبنسون. وأشار إلى أن روبنسون، البالغ من العمر 22 عاماً، أُلقي القبض عليه يوم الخميس بعد مطاردة استمرت 33 ساعة للقاتل.
قال باتيل في مقابلة مع برنامج Fox & Friends إن نتائج فحوصات الحمض النووي من المنشفة التي كانت ملفوفة حول السلاح الناري ومن على المفكّ أُثبتت إيجابياً بالنسبة للمشتبه به الموجود قيد الاحتجاز. وأضاف أن روبنسون أعرب في تبادل رسائل نصية مع شخص آخر عن رغبته في «التخلص» من كيرك، وأنه دوّن مذكّرة تفصّل خطته لتنفيذ الجريمة.
أوضح باتيل أن المذكرة دُمرت، لكن المحققين استعادوا أدلة جنائية تشير إلى وجودها في منزل روبنسون وشريكته العاطفية، التي قالت النيابة إنها تتعاون مع التحقيق. «لدينا أدلة تبين ما الذي ورد في تلك المذكرة، والتي تقول أساساً: ‹أملك فرصة للتخلص من تشارلي كيرك، وسأغتنمها›»، على حدّ تعبيره.
تشارلي كيرك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنظّمة Turning Point USA الناشطة بين الشباب والمحسوبة على التيار المحافظ، وكان من الحلفاء المقربين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قُتل بالرصاص يوم الأربعاء أثناء إلقائه كلمة في فعالية بجامعة في ولاية يوتا.
أثار اغتيال كيرك، الذي كان شخصية قطبيّة تحظى بتأييد شديد من المحافظين وتستنكره الليبرالية، إدانات عبر الطيف السياسي، مع تسليط الضوء على الانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة وإثارة مخاوف من تصاعد العنف السياسي.
وأدّت الجريمة أيضاً إلى دعوات للانتقام على اليمين السياسي، بما في ذلك تصريحات من ترامب الذي وعد باستخدام سلطات الحكومة الفدرالية لقمع شبكات يسارية يزعم أنّها تحرّض على العنف. وقال ترامب يوم الاثنين إن إدارته تدرس توجيه تهم بالابتزاز والتخطيط الإجرامي (racketeering) إلى جماعات يسارية يعتقد أنها تمول مثيري الشغب، ويدعم تصنيف مجموعة الأنتيفا غير المتماسكة كتنظيمات إرهابية داخلية.
في حلقة استضافها كبديل لمقدم بودكاست كيرك، أبدى نائب الرئيس جي دي فانس دعمه لحملة رقمية شعبية تهدف إلى إقالة أشخاص احتفلوا بوفاة كيرك، داعياً المستمعين إلى «فضحهم» والاتصال بأصحاب العمل. وأُقيل أو وُضع عدد من الموظفين في إجازات عبر الولايات المتحدة بسبب منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي حول مقتل كيرك، ولم يكن جميعهم مناصرين أو مبرّرين للاغتيال.
أعلنت كاتبة عمود في صحيفة واشنطن بوست، كارين أتيّا، يوم الاثنين أنها فُصلت من عملها بسبب منشوراتها على وسائل التواصل. وفي عمود نشرته على منصة Substack قالت إنها أُقِيلت لـ«تحدّثها ضدّ العنف السياسي، ومعايير عنصرية مزدوجة، ولا مبالاة أميركا تجاه السلاح». أدرجت أعلاه عدداً من منشوراتها السابقة عن العنف السياسي، وذكر واحد منها كيرك تحديداً بشكل كانت الاقتباسات فيه قد زوّرت مقولته حول ذكاء بعض النساء السود.
في الواقع، كانت تصريحات كيرك تشير تحديداً إلى ذكاء أربع نساء سوداوات، من ضمنهنّ السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما والقاضية في المحكمة العليا كيتانجي براون جاكسون.
أثارت وعود ترامب بقمع ما يسميه «التطرّف اليساري» مخاوف من أن تستغل إدارته جريمة قتل كيرك ذريعة لقمع المعارضة السياسية السلمية. وردّاً على ادعاء فانس بأن «معظم المتهوّرين» في المشهد السياسي الأميركي يقبعون على أقصى اليسار، اتهم النائب الديمقراطي غريغ كاسار إدارة ترامب بتسليح مخاوف العنف السياسي ضدّ خصومها. وقال كاسار، الذي يمثّل مقاطعة في تكساس بمجلس النواب الأميركي، في بيان: «لا يمكن السماح له باستخدام جريمة القتل البشعة لتشارلي كيرك ذريعة لمهاجمة المعارضة السياسية السلمية».
شهدت السنوات الأخيرة أعمال عنف سياسي بارزة استهدفت شخصيات على اليسار واليمين على حدّ سواء، من بينها قتل نائبة ولاية ديمقراطية وزوجها في مينيسوتا في يونيو، ومحاولتا اغتيال لترامب خلال حملة 2024 الرئاسية، وهجوم بمطرقة على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في 2022.
يرى الخبراء أن الهجمات والتهديدات ذات الدوافع السياسية آخذة في الازدياد في الولايات المتحدة. فقد أُبلغ عن أكثر من 250 حادثة تهديد ومضايقة تستهدف مسؤولين محليين في النصف الأول من 2025، بزيادة قدرها 9% عن العام السابق، بحسب مبادرة «جسر الانقسامات» بجامعة برينستون.
فيما لم تُصدر بعد معلومات كافية عن دافع روبنسون المشتبه به، أكّد باتيل يوم الاثنين ما سبق أن صرّح به حاكم يوتا سبنسر كوكس بأن المشتبه به يعتنق آراء يسارية. «عائلة المشتبه به أخبرتنا جميعاً كمّاً ونوعاً أنه كان يعتنق إيديولوجيا يسارية، وخاصّة في العامين الأخيرين»، قال باتيل.